Friday, May 15, 2015

العمى .. وبالألوان !




يقول الإعلان أن #الفارق_قلم بين طفل يعمل في جمع القمامة ومهندس كمبيوتر ناجح (غالبا سيكون مرشحا للهجرة إلى أم الدنيا: الولايات المتحدة).
قيمة هذا القلم هي 65 ديناراً كويتيا.. ويمكنك التنقل في بيوت الصفيح، التي أقيمت خصيصا في مجمع الأفنيوز التجاري الفخم، لتتحرك مشاعرك الإنسانية، وقد تتفاعل لديك لاإراديا كيمياء التناقض بين فخامة المجمع الملياري (الذي لم يسدد بعد قيمة أرضه إلى الحكومة بالمناسبة) وحياة ساكني الصفيح!

أولا: 
الفكرة، بحد ذاتها، نبيلة، بلا أدنى شك، لأن التعليم حق أساسي وخاصة للأطفال في مراحل التعليم الأساسية.

ثانياً:
رعاية الهلال الأحمر ترخي التساؤلات على أهداف الحملة، خاصة مع جهود المفوضية العليا للاجئين في هذه السنوات تحديداً لدراسة وبحث السبل في حفظ الحقوق الأساسية، ومنها حق التعليم، في مناطق الصراع، التي تتفجر كالينابيع الحارة في بلادنا. ومن المعروف أن الهلال والصليب الأحمر من المنظمات الدولية التي تعنى أساساً بمناطق الصراع أو الكوارث والقانون الدولي الإنساني (مجموعة قوانين حماية المدنيين خلال الحروب) الذي يتصل بمناطق النزاع الدولي والداخلي. العلاقة ناقصة بين التنمية والتعاون الدولي في مجال دعم الخدمات الأساسية الذي تنشط فيه اليونسيف والبنك الدولي ودور الهلال الأحمر في دعم مشاريع التعليم في بومباي! ما علاقة الهلال الأحمر بالتنمية المستدامة؟ وهل تمر الهند بكارثة بيئية أو حرب داخلية أو خارجية طاحنة؟ أعلِمونا رجاء. 

ثالثا:
بناء مساكن الصفيح وتجمعات القمامة ليتجول بينها متسوقو المجمع، فكرة خبيثة من أصحاب الحملة. لن أستبدل كلمة (خبيثة) ولو وضعتم القمر.. حيث شئتم.. المهم خبث الفكرة أنك تريد "تبرعا" سريعا swift action ومعقولا نسبياً (65 دينارا للطالب الواحد) وهل أسهل من اقتناص المال من المتبضع خلال أيام الحملة؟ يبدو أن الفكرة تنجح، فوفق نشرة حساب حملة @nestkw تم كفالة 1880 طفلا خلال 8 أيام في الحملة التي تستمر لأسبوعين.

-ولماذا تعتبر الفكرة "خبيثة" أيها "المدافع/المدفع"؟

بالطبع، هي كذلك. لأنه سيكون من الصعب نقل صفيح "تيماء" الجهراء إلى أفنيوز الشويخ. من الصعب عمل جولة بين مساكن البدون ومساكن الكويتيين المجاورة لها تحت سقف الجهراء. بالتأكيد لن تكون الجولة مكيفة كما هي تحت سقف الأفنيوز. علماً أن من جلب الصفيح المستخدم في الحملة قد يكون من شباب الكويتيين البدون، ولا يبعد أن يكون قد جمعه من قرب منزله أو حتى من "السكراب" الذي لا يبعد كثيراً. سيكون من الصعب إقناع السادة المتبضعين بالتبرع لإخوانهم من الكويتيين البدون وأطفالهم من بائعي الشوارع الذين لفظهم التعليم الحكومي وجلدهم التعليم الخاص ولا تكلف الجهات الحكومية ولا المدافعين عن حقوق الإنسان بتكفل القيام بإحصاء لأعدادهم من باب النافلة. سيكون من الصعب إقناع أصحاب الحملة بتبني أطفال الكويتيين البدون من حملة الجوازات المزورة التي باعها لهم رجال أمن بغطاء مدني لتقليص أعدادهم قسراً. ومازالوا يدرسون في #كتاتيب_البدون بلا أمل في أي تعليم رسمي قريباً. نعم، من الصعب إقناعي كذلك بأن 65 ديناراً لطفل هندي هي أغلى من 40 دينارا لطفل من البدون يدفعها ولي أمره زيادة على ما يصرفه "الجهاز الحكومي" المسمى "الصندوق الخيري لدعم التعليم" تحت مسمى: علاوة الشريحة والتي لا يغطيها الصندوق، وتثقل على أولياء الأمور وخاصة بوجود أكثر من طفل واحد. نعم كلفة البدون أغلى على كل مقاييسكم يا سادة!
أعجبتني، أخيراً، ألوان العمى في إعلانات الحملة الشركات الراعية والهلال الأحمر والمدافعين عن حقوق الإنسان "الذربين" المؤيدين من أبناء بلدي.

الفارق ليس قلماً حسب. الفارق عين و يد وفم.. وراءها عقل يعي ما يرى ويتدبر.

السماجة لا تنتهي، لذا للكلام بقية.

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...