Monday, September 23, 2013

أين يضع المثقف أنفه؟!

يتردد اليوم سؤال عن دور المثقف في حراك الشارع وموقعه منه. السؤال الذي يغفل بشكل كبير الغرض الأساس من حراك الربيع العربي الذي جاء أصلا لإسقاط النظرية الأبوية في القيادة والحشود المقولبة. فبعد أن تأخر علينا سقوط النظريات الكبرى؛ كسيادة العرق أو الأيديولوجيات العابرة للقارات وحتى النظم العسكرية والعشائرية والنخبوية، يأتي الربيع لاستلهام نظرية الفرد المؤسس لجماعة في إطار مواطنة فعالة، لنسمها على سبيل الفرض الساذج: ديموقراطية التمثيل السياسي والمشاركة المجتمعية. دور المثقف هنا ليس استعادة الدور الأبوي ولا أن يكون أحد أحجار الدومينو، ولنبتعد قليلا لنسأل أنفسنا هنا عن مواقف مثقفي العالم المتحضر تجاه حراكات المجتمع وتهافت السلطة، وهل تختلف كثيرا عن تباينات مثقفي العرب؟
لكن المؤكد أن وعي المجتمع لهذا الاختلاف واحترامه له هو المتميز في إطار احترام الرأي والرأي الآخر، وإن كانت الأفكار التي يجري يتداولها شاذة أو غريبة أو حتى صامتة تجاه القضايا (المصيرية).. هناك من يعي الدور الرائد للمثقف والأديب والفنان في ريادة قد تتعدى حدود الزمن الحاضر والسياسة المرحلية. أكثر من ذلك يُعمل المثقف-ضمن دوره المجتمعي- أدواته في التوعية وإثارة التساؤلات التي قد تخرج عن إطار الآني والراهن.
دور المثقف هو دعم حقوق الإنسان وعلى رأسها حرية التعبير، ودور المواطن الفرد هو التغيير.. وفقا للرأي العام الواعي.
أما نحن، فما زلنا نبحث في إطار السياسة عن القائد الفذ وإن تغيرت وجهة البحث!
هل مستقبلنا مظلم إلى هذا الحد؟ نعم، فنحن ما زلنا في حضانة درس الأنهار الطائفية، ولم تنجب مجتمعاتنا روسبيير(ها) الدموي بعد، وحتما نحن على موعد مع محاكم التفتيش!

---------

ملاحظة: ما يصدق على المثقف يجري على المفكر والأديب والعالم.. وبتاع (نوبل) أيضاً !

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...