Thursday, July 18, 2019

ريشة طارت من حلم




يحكى أن صبيا في العاشرة، وقيل في الثالثة عشرة طيّر بالوناً أصفر.
وبعد أسبوعٍ أشعل شمعة، صنع لها "منطاداً" وأطلق نارها الصغيرة إلى السماء. لعب وركض في الساحة، ولم يتعب، الصغار لا يتعبون أبداً، هكذا كان يسمع، ولم يكن يعي ما يقولون، أو مم يشتكونوقبل أن ينام، كتب بخط عريض في دفتره، عبارةً سمعها من الأطفال في الساحةلديّ حلم

في عصر الجمعة من كل أسبوع، كان يفد الصبي إلى ساحة لعبه وشقاوته، ويجدها مليئة بالكبار الذين يلعبون هم أيضاً ألعابهم، يرفعون الأعلام ويصفقون ويرفعون قبضاتهم في الهواء، في إحدى المرات شاهدهم يوزعون الورود، اقترب، وساعد في رفع سلتهافي الأسبوع التالي جلبوا الحمام وطيّر هو أيضاً حمامةكان سعيداًكانت تلك أول مرة يمسّد فيها ريش حمامة، وآخر مرة تمس الحمامة كف طفلطيّرها أيضاً إلى عين الشمس، وراقبها أين تحط، وكيف ترقص هي الأخرى مختبرة جناحيها في الهواءكان سعيداً ذلك في الأسبوع، وهو يرى طفلة ممتلئة الخدين تلعب دور ممرضة، وطفلاً آخر يرتدي بذلة شرطيكان سعيداً، وكأنه يوم عيد ولكن بثياب تنكرية.  

سبعٌ عجاف صعدت على ظهره، وكأنها السبعونوالطفل الذي غدا شاباً، يواجه عيناً متخشبة متصلة إلى السماء، ويعلم أنه بعد لحظات سيصلب جذعه ليُطيّر حمامة أخرى، إلّا أنها منزوعة الريش هذه المرة، إلى عين الشمس، فتح دفتره القديم، الذي لم ينج من شقاوته، ولا من شقاء زمانه. كتب لأول مرة باسمه، اسمه الذي لم يعرف معناه قبل هذه اللحظة الفارقة، تحت الكلمتين بالخط العريض:

- عايد

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...