Wednesday, December 18, 2013

حمَّام شتوي بارد !

خبر أول:
العارضة ميريام كلينيك، تكشف عن تعاطفها مع اللاجئين السوريين، فتخلع ملابسها، دعماً لهم، من أجل التصوير عارية على الثلج .

فاتحةٌ عارية:
أنا، وكما جرت العادة حين يفتش كل منا عن عاره الخاص في جملة قضايانا، لا أجد عاراً أكبر من كلمة "لاجئ" المضافة، في الخبر السابق، إلى المشردين السوريين على التراب السوري أو خارجه!

التراب السوري، الذي كان يؤوي من العراقيين فقط أكثر من مليون و 700 ألف نسمة إبان حكم طاغية بغداد وما تلاه من الإطاحة به وانغماس العراق في ما يشبه الحرب الطائفية بين عامي (2005 - 2007). ترابٌ كان بسبب استقراره السياسي والأمني النسبي، يعتبر محطة لجوء فُضلى للفلسطينيين الذين تجاوزت أعدادهم أكثر من نصف مليون نسمة، وفق إحصاء عام 2011، يقيمون في 12 مخيماً رسمياً وغير رسمي. يحق لهؤلاء جميعا التعليم المجاني في المدارس السورية الرسمية وكذلك العمل والطبابة والتملك ضمن شروط خاصة بالفلسطينيين!

هو التراب الذي احتضن الفارين من المذابح الأرمنية عام 1915. ليقيموا في حواضر عريقة مثل حلب ودير الزور ودمشق واللاذقية. وبعد حوالي قرن على الهجرة الأرمنية يصل عددهم إلى حوالي 200.000 نسمة يتمتعون بالجنسية السورية وحقوق المواطنة الكاملة.

على التراب السوري، أيضاً، يقطن مهجرو الجولان قسرياً، بعد ضغط آلة الدمار الإسرائيلية في حرب 1967 وما بعدها، والذين وصل عددهم عام 1996 بحكم النمو السكاني إلى ما يقرب من نصف مليون مواطن.

في حرب تموز 2006، ونتيجة القصف الإسرائيلي العنيف على لبنان، استضافت سوريا المهجرين اللبنانيين من مناطق الاشتباكات. استقبلهم الأهالي في البيوت، ورفضوا بقاءهم في المدارس أو في مخيمات على الحدود، ورفضوا تسميتهم إلا بـ (الضيوف) يتشاركون معهم المأكل والمشرب، ويذكر اللبنانيون عبارة كتبت قرب أحد الأفران في منطقة المهاجرين - إحدى مناطق دمشق - نصها: "الخبز مجاناً للإخوة اللبنانيين".

في أي جحور اللاوعي غاص كل هؤلاء؟
أين غابوا حتى يتكفف السوريون الآن في عراء الحدود وفي الخيام للعام الثالث على التوالي؟ هل أقصى ما يطيقه شقيق الأزمة والأزمنة وتلازم المسارات حينا وتعارضها أحيانا أن يسمح - عفواً - لأطفالهم بالتسول في ساحة سان جورج؟ هل أقصى ما يطيقه الشقيق الخليجي أن يمد أفق بطاقة زيارة هزيلة؟ أو يتساهل في تجديد الإقامة التي ناهز سعرها الألفي دولار للعامل الواحد في وقت من الأوقات؟ كلفة إقامة وعمل لمواطن عربي في بلد عربي! هل أقصى ما يطيقه أن يجرّد "سوأته" نجدة للصارخات من بني جلدته؟! هل الجار العراقي أقل جحوداً وأبناء اليوم هم الأبناء ما ألقوا عصا الترحال إلا البارحة؟

إنّ عورة أي من هؤلاء؛ لا تختلف عندي، كثيراً، عن عورة "المناضلة" ميريام وهي تواسي بها "اللاجئ" السوري.

أياً كان موقفك من النظام أو المعارضة، فهذه ليست قضيتي ولا قضية سوريا اليوم، القضية البكر هي أن أرض الشام وأهلها لم يعاملوا النازحين العرب وسواهم في أي وقت كالغرباء أو المشردين. فلم يجدوا إلا الأحتضان والإيواء وحماية الأم الشامية "العدية" الثاكلة لا المستأجرة.

هل تلاشى الوفاء في نفوس هؤلاء جميعاً؟ لا أتحدث عمّن عادوا يحملون البنادق ليلفظوا رصاصاتهم الصدئة في صدر الياسمين. ولست من محللي الصوملة واللبننة والعرقنة والأفغنة والبلقنة، وكل القيء البارد للمرضى المتقيحين بحُمَّى العقائد السياسية والفكرية والطائفية، وكل هذا الوعي الزائف. أسأل عن هؤلاء تحديداً حتى لا أُلام لاستنهاضي قيماً سادت ثم بادت في هذا البلاء العربي الهرِم. أسأل عن هؤلاء فقط لأن "الغريب للغريب نسيب"!

رغم ثقتي ببعض المجاميع الفردية التي تجمع المعونات للاجئين؛ إلا أنه، ورغم احترامي لمقاصدهم النبيلة، أجدهم طارئين على منطقة الصراع، وعلى العمل الإنساني. فهم؛ إما غير مؤهلين بشكل كاف للتعامل مع قضايا النزوح، أو زائرون يمارسون نوعاً من السياحة "الأخلاقية" يعودون بعدها إلى مدنهم وأشغالهم براحة ضمير أكثر ومسؤولية أقل، أو أنّهم مؤدلجون يمايزون بين المحتاجين تبعاً لرؤاهم وصورهم النمطية الأشد بؤساً من النزوح ذاته. للصنف الأخير أعيدها كما قالها مؤسس جمعية العون المباشر، الراحل عبدالرحمن السميط، من قبل: لن يفلح مسعاكم مالم تتركوا مشاكلكم خلفكم وتتجهوا للإنسان وتكافحوا الحاجة.

ولن نفلح في القضاء على الحاجة أو تحسين ظروفها؛ وهذه التجارب شاخصة أمامنا من القرن الإفريقي إلى السودان إلى مصر، والعراق ولبنان وأفغانستان غير متجاوزين للأزمة الأخلاقية المعتمة في الضمير الإنساني والمسماة: فلسطين. 

أعداد المهاجرين السوريين في القرنين الماضيين لم تصل إلى حد هذه المأساة التي تعتبرها الامم المتحدة "أسوأ كارثة تصيب البشرية منذ الحرب العالمية الثانية". وتقول المنظمة الدولية أن 16 مليون سوري، أي حوالى 75% من سكان هذا البلد، تأثروا بالحرب.

الأمم المتحدة وأجهزتها وطواقمها هي التي تباشر بالتعاون مع المؤسسات غير الحكومية الدولية أحوال اللاجئين السوريين، في معسكرات النزوح والمشردين بسبب الأعمال العسكرية في الداخل، بمنهجية وخبرة تغيب عن كل المجتهدين الطارئين. وهي وفقاً للقانون الإنساني من تملك تقديم الحماية القانونية، والحماية الجسدية، وتقديم المساعدات الإنسانية. وهي التي ستبقى بعد أن يرحل أو يكلّ المنتفعون والطارئون، وإن طال الأمد، وهي التي تملك الخبرة والمعرفة والتنظيم الذي تحتاجه عملية شبه مستحيلة من هذا النوع. فالأونروا - وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - مثلاً، ما زالت تقدم المساعدة والحماية والمناصرة لحوالي 5 ملايين لاجئ فلسطيني في أماكن متفرقة في الشرق المتسخ منذ أكثر من ستين عاماً.

الأمم المتحدة استطاعت أيضاً إعادة بعض الأمل إلى الصومال المفكك بالتعاون مع المجموعة الإفريقية وإبعاد لاعقي الدم وتثبيت السلم في العاصمة ومساعدة النازحين في رحلة العودة. رجال الدعم المباشر في الأمم المتحدة هم من يعرفون حاجة طفلة تتشبث باكيةً بباب الخيمة، لأنها لم تستطع إنقاذ دميتها بعد أن هوى سقف البيت. أو طفلاً يرسم "صوبته" العتيقة قرب الجدار المتهالك ليدفئ قلبه.

تقول "ناسا" إن قادم الصقيع أسوأ... ولا يلزمك أكثر من أن تكون "ابن ناس" لتجد موقع التبرع المباشر لأي من أجهزة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أو الهيئات الدولية غير الحكومية.

خبر ثان:
ناشدت الأمم المتحدة الدول المانحة أمس، الاثنين، توفير 6.5 مليار دولار لسوريا ودول مجاورة لتقديم المساعدة لإجمالي 16 مليون شخص كثير منهم جوعى أو مشردين جراء الصراع الذي أوشك أن ينهي عامه الثالث. وتمثل المناشدة من أجل سوريا نصف خطة التمويل الاجمالية البالغة 12.9 مليار دولار لمساعدة 52 مليون شخص في 17 دولة والتي أطلقتها أمس، الاثنين، فاليري أموس منسقة الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارىء خلال اجتماع للدول المانحة في جنيف.

خاتمة:
"أيقتلكِ البردُ؟
أنا يقتلني نِصفُ الدفءِ...
ونصفُ الموقف... أكثر!" (مظفر النواب)
----------------------------------------------------------
نشرت في آراء بتاريخ:



Tuesday, November 26, 2013

ترحيل سعودي إلى.. نيجيريا !


ما تلبث أن تختار عنوانا كهذا حتى تنهمر عليك الردود العنصرية والتشكيكية أو تلك التي تحتوي على إساءة لأي من الأعلام الواردة فيه بما فيهم كاتب المقال نفسه! 

وربما كانت إحدى هذه الدوافع هي ما يدفعك أنت شخصياً إلى الاستمرار في القراءة.. فأنصحك أن أن لا تتوقف هنا.

الخبر الحقيقي الموثق بالصوت والصورة، تناقلته وكالات الأنباء بما فيها موقع "آراء" الإخباري، ويعود لشاب سعودي اسمه "وليد" يعاني من مرض نفسي يمنعه من الكلام. جرى ترحيل "وليد" ضمن حملة إبعاد مخالفي الإقامة في العربية السعودية إلى نيجيريا -من دون بلاد الأرض- التي قضى فيها 35 يوما قبل استرجاعه في أقصى حالات الإنهاك والجوع.

لماذا لم يتم التأكد من هوية المواطن وليد قبل احتجازه أصلا عبر الطرق القانونية للتعرف على الهوية؟ لماذا لم يعرض على لجنة طبية للتثبت من سلامته العقلية؟ لماذا أبعد إلى نيجيريا تحديدا؟ هل تم إبعاده إلى هذا البلد الإفريقي بالذات نتيجة للون بشرته؟ ماهي الجهات التي استقبلته هناك؟ وكيف قامت باستقبال أجنبي دون أوراق رسمية؟ أين تم احتجاز "وليد" في نيجيريا ولماذا لم يتم العناية بغذائه ودوائه؟ وإن كانت هذه حالة واحدة لتعسف جرى لمواطن مريض، فكيف يمكن التحقق من ضمانات الكرامة الإنسانية للعمال المهاجرين الذين تجرى ملاحقتهم واعتقالهم وترحيلهم؟ 

أسئلة كثيرة يطرحها هذا الخبر وأضرابه، إلا أن الأهم أنها تطرح إشكالية بنوية في آليات تعاطي مجتمعاتنا مع قضايا حقوق الإنسان بشكل عام، تبدأ من كيفية استقبال الخبر والتعرف على طبيعته وما يطرحه من قضايا قد تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وما هي آليات الحماية والدفاع المتوفرة لضحايا هذه الإنتهاكات.

إشكالية معرفية ثقافية، وإشكاليات اجتماعية سلوكية، بالإضافة إلى تقصير فاضح من الأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في احترام وإنفاذ الاتفاقيات التي صادقت عليها الدول، وتخاذل مهين في متابعة مثل هذه الحالات وتوعية المجتمع بحقوقه وواجباته.

في المقال السابق أكدنا على أن العالم يسعنا إلى تثبيت الحقوق الأساسية وإعطائها الأولوية في أجندات حقوق الإنسان، وبالتوازي تعزيز ثقافة المعرفة بمنظومة الحقوق والواجبات بالتعاون مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والأفراد. بات الانتهاك حولك في كل مكان؛ في البيت والمدرسة والشارع والمؤسسة والحقل والوزارة، وكلنا مسؤولون بشكل شخصي عن أي انتهاك نشاهده وإن لم يكن موجها لنا شخصيا، مجرد الصمت والتجاهل أو السخرية يجعلك إما ضحية ثانوية للخوف والجهل، أو شريكاً في جريمة التغطية. اليوم قد تكون الشاهد، وغداً حتماً ستكون الضحية، لأنك لم تقطع دائرة الانتهاك حينما كان الأمر بيدك. 

يؤكد لنا "وليد" نفسه أنها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها بسبب مرضه، ويؤكد الخبر المنشور أنه ليس الوحيد.

كفاية ..


عندنا كما لدى جيراننا خير كثير. دليل فاضح آخر على تقصير مؤسسات المجتمع المدني في القيام بدورها في تحديد الانتهاك ورصده وتوثيقة ودعم الضحية بتوفير الحماية النفسية والغطاء القانوني تتجلى في قضية الدكتورة كفايه ملك.

وأول ما يثير الاستغراب، هو صمت الجمعية الطبية التي تنتمي إليها الدكتورة ملك! فالجمعية لم تقم بتحقيق خاص بوقائع حادثة النقل التعسفي-إن صحت، ولم تصدر أي بيان بشأنها، ولا شاركت بشكل رسمي -وهو من مسؤولياتها- في دعم حقها وزملائها في الاحتجاج والاعتصام النقابي لتأكيد هذا الحق الأصيل لجميع العاملين في الدولة أو القطاع الخاص لما بدأ الاعتصام. وبتقصيرها هذا تركت الأطباء أمام جبهتين؛ مواجهة أي تعسف قد يطالهم من جهة عملهم، والاتهامات التي تصلهم من زملائهم العاملين والمواطنين بالتقصير في أداء واجباتهم نتيجة الإضراب. 

ذات التخاذل والتقصير ينسحب على جمعيات حقوق الإنسان في البلاد وكافة مؤسسات المجتمع المدني التي يفترض أن يكون لها موقف -بعد الرصد والتوثيق وتحليل البيانات. من دعم حق الأطباء في الإضراب والدفع إلى تسوية عادلة في هذه القضية أو أي قضايا مشابهة. 

كفاية.. نقولها إلى هذه المؤسسات جميعا، كفاية خمول وكسل وإشغال للواجهات الاجتماعية وانغماس في العمل السياسي. كفاية.. فأمامنا عمل كثير.

----------------------------------------------------------
نشرت في آراء بتاريخ:



Tuesday, November 19, 2013

كم نبلغ من "الإنسانية" ؟



لا أستطيع المبارزة بقيم الكائن البشري "السامية" وآثاره تشي به أينما التفت في ندوب الكوكب البائس. لا أستطيع - أنا ولا أي عاقل - أن نغضي عن آثار الجريمة البشرية عبر التاريخ، ولا أنكر ولا ينكر عارف غرائز الشهوة والطمع والحسد التي تنطف في حليبه الأول وتستظل كامنة ما غابت عنها فرصة الانعتاق. شخصياً، لا أثق بالصالحين والأتقياء ما داموا ضعفاء ولم يدركوا براثنهم بعد.

لكني، على الرغم من ذلك، لا أستطيع إشاحة الوجه عن غيوم بيضاء يشير إليها البعض بعبارة "القيم الإنسانية". نعم يا أصدقائي، الإنسانية - بنظري - هو وعي البشري بحقوقه وواجباته ونبله وكرامته، أيا كان مصدر هذه القيم العادلة؛ دينياً أم مادياً، وهي الضمانة الملاصقة لغريزة البقاء في ضمان استمرار البشرية حتى اليوم.

تاليا لن أغفل الجانب الاجتماعي في حركة الإنسان الحر لتحصيل حقوقه وحرياته الأساسية وتنظيم علاقاته بالأجهزة وبالآخر. أتساءل هنا: لولا غريزة حب البقاء الأصيلة في البشري هل أمكن الوصول إلى شرائع يصح أن يشار إليها بوصفها "عالمية" لتنظيم الحقوق الجوهرية والأساسية والطبيعية.. ولاحقا ما يعرف بـ "شرعة حقوق الإنسان"؟

ربما تبدو الدعوى غريبة نوعا ما إن اقتطعت من السياق التاريخي "للندم" الإنساني ووخز الضمير المستتر في مكان ما يطل برأسه حينا؛ ويستحيل على الاستدعاء أحيانا كثيرة. وإلا، فبماذا يمكن أن نبرر دعوة "قورش الكبير" إلى المروءة والفتوة والسماحة والكرم والصفح والعطاء والرحمة والرأفة بعد القضاء على إمبراطورية الكلدان؟ أو ثورة اخناتون على التمييز والحروب والاستعباد الذي اتسم به جل العهد الفرعوني؟ أو انقلاب الكلبيين والرواقيين على تقسيمات أرسطو العنصرية؟

أقيسُ، على ذلك، ما عرف بالشرعة العظمى "Magna Carta" وعريضة الحقوق ومذكرة "Habeas Corpus" وشرعة الحقوق الإنجليزية وإعلان الاستقلال الأميركي وإعلان حقوق الإنسان والمواطن الفرنسي الذي تلا ثورة دامية. حتى بلغ الندم الدولي ذروته على حربين كونيتين مدمرتين، بالإجتماع على وثيقة تأريخية موحدة، تعتبر إعلان مبادئ جامعاً، عابر للديانات والفلسفات والثقافات المتباينة، ويستلهم كل خبرات التاريخ في ما عرف بـ "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) 1948 أعلن الإنسان حاجته إلى حريات أساسية أربع: إطلاق حرية التعبير والعقيدة والتحرر من الخوف والجوع.

ما حرك في الرغبة إلى هذا الاستدراك التاريخي هو مشاغبة صديقي العزيز الشاعر سعد الياسري في مقاله المنشور على صفحة "آراء" أمس، الاثنين، ورغبة الاستدراك بأن ما نراه بأعيننا هو البشري، أما الإنسانية بمعناها القيمي العالي فغائبة غالبا، مكنونة بشكل واعٍ ضمن القلة من بني النوع البشري. لا المدنية والحضارة ولا التزام التدين ولا التحرر من قيده دليل حتمي على الإيمان بحقوق الإنسان، وإلا لضمنت الحضارة السائدة اليوم منع الحروب وانتهاك حقوق الشعوب الضعيفة، ولما كانت الجريمة تلبس عباءتها الدينية شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوبا!

أسمع كثيراً، من أصدقاء آخرين ما يُشبه احتجاج الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ مما يجوز بأن يراه غيري كفراً بكل هذه الدعوات للإيمان بحتمية انتصار "الإنساني" على "البشري"، وغالباً لن يكون لدي الإجابة الشافية: إني أعلم ما لا تعلمون... جل ما أعرف هو أننا اليوم هنا، وهنا سنسير ونعمل حتى نقع، أو نبصر شيئاً من ضوءٍ في أعماق بعضنا على الأقل!


----------------------------------------------------------
نشرت في آراء بتاريخ:



Tuesday, November 12, 2013

قالوا: "لا بدون في الكويت" !

قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2006، بإنشاء مجلس حقوق الإنسان بهدف "تعزيز تنفيذ التزامات حقوق الإنسان من قبل الدول ومتابعة الأهداف والتعهدات المرتبطة بنشر وتعزيز حقوق الإنسان المنبثقة عن مؤتمرات واجتماعات قمة الأمم المتحدة" والعمل "بتعاون وثيق مع الحكومات، والمنظمات الإقليمية، ومؤسسات حقوق الإنسان الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني في مجال حقوق الإنسان." 

ومنذ أن استحدثت الجمعية العامة آلية المراجعة الدورية الشاملة في مجلس حقوق الإنسان "كآلية تعاونية، تعتمد على الحوار التفاعلي، بمشاركة كاملة للدولة المعنية وبإعطاء الأهمية لبناء القدرات التي توجد الحاجة إليه" ويتوجب على كل دولة عضو في الأمم المتحدة أن تخضع إلى "المراجعة الدورية الشاملة معتمدة على معلومات ذات مصداقية وموضوعية حول انجازات كل دولة عضو بشأن تعهداتها والتزاماتها في مجال حقوق الإنسان".

برغم أن لجان المراجعة، تلك، والتي لا تخلو من دبلوماسية عالية، ليست "محاكم" دولية، فمنذ ذلك الحين، بدأت دول منطقة الخليج العربي بالالتفات إلى الاستحقاقات الدولية بشيء من الجدية نجم عنها الانضمام إلى العديد من الاتفاقيات والعهود التي كانت موضع ريبة واعتراض لفترات طويلة. قطعت بلادنا شوطاً طويلا في التعامل مع الصكوك الدولية الأساسية ولجان الخبراء التي انبثقت عنها حتى وصل الأمر بدولة قطر- مثلاً - إلى المشاركة، عام ٢٠٠٦، في إعداد مسوَّدة اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت من أوائل الدول التي صادقت عليها وعلى بروتوكولها الاختياري، الاتفاقية ذاتها التي صادقت عليها الكويت منذ أشهر قليلة فقط!

في يناير ٢٠١٥ ستعقد جلسة المراجعة الدورية الشاملة لدولة الكويت في مجلس حقوق الإنسان، إذ كان قد جرى مراجعة تقريرها في الجلسة الأولى لمراجعة جميع الدول عام ٢٠١٠. في ذلك الحين سأل ممثل الكيان الصهيوني المحتل عن أوضاع البدون في الكويت! وهو سؤال سيعتصم به حتماً - إن استمرت الأمور كما هي دون حل شامل - أكثر من ١٩٠ سفير أممي؛ عدا المجموعة العربية طبعا!

حالة الإنكار التي تعيشها الحكومة ووفودها لن تجدي أمام المعرفة الشاملة التي تتنامى في أروقة اللجان الدولية في عصر المعلومات. ما حدى بأحد الخبراء الدوليين إلى الاعتراض على وصف رئيس الوفد الكويتي في لجنة مراجعة العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الخامس من نوفمبر الجاري للبدون على أنهم مقيمين بصورة غير مشروعة وأن "لا بدون في الكويت"، بالتأكيد على أن مسمى "البدون" ثابت ومعتمد في أكثر من وثيقة دولية لدى لجان المفوضية السامية لحقوق الإنسان.

البدون لن "يتبخروا" حين تقرر الحكومة تغيير مسماهم أو عدم توثيقهم، ولن يذوبوا في محلول الوعود الحكومية، كما أن تغيير قواعد "لعبة المسميات" الذي تقوم بها الحكومة في كل عقد من الزمان تقريباً، لم يعد يجدي نفعاً، فكل المراقبين يستطيعون أن يجزموا ودون كثير من التدقيق على أن حالة البدون وهويتهم القانونية هي ذاتها لم تتغير منذ سبعينيات القرن الماضي، وأن بؤسهم فقط هو الذي يتناسل ويتجدد.

كما وضح مجلس حقوق الإنسان، فإن أحد الأهداف الرئيسية للمراجعة الدورية الشاملة هي "تحسين وضع حقوق الإنسان على الأرض" ، وطالما أن الحكومات المتعاقبة تصر على عدم إشراك المجتمع المدني وفعالياته ومشرّعيه في إيجاد الحلول للقضايا الإنسانية المهمة، وتحديد الأولويات وعلى رأسها قضية البدون.. فتأكدوا من أننا سنستمر في ابتلاع الضيق الدولي من قلة المصداقية والموضوعية أو الجدية في التطبيق.


----------------------------------------------

نشر في جريدة 

(آراء) الإلكترونية بتاريخ 2013/11/12


Monday, September 23, 2013

أين يضع المثقف أنفه؟!

يتردد اليوم سؤال عن دور المثقف في حراك الشارع وموقعه منه. السؤال الذي يغفل بشكل كبير الغرض الأساس من حراك الربيع العربي الذي جاء أصلا لإسقاط النظرية الأبوية في القيادة والحشود المقولبة. فبعد أن تأخر علينا سقوط النظريات الكبرى؛ كسيادة العرق أو الأيديولوجيات العابرة للقارات وحتى النظم العسكرية والعشائرية والنخبوية، يأتي الربيع لاستلهام نظرية الفرد المؤسس لجماعة في إطار مواطنة فعالة، لنسمها على سبيل الفرض الساذج: ديموقراطية التمثيل السياسي والمشاركة المجتمعية. دور المثقف هنا ليس استعادة الدور الأبوي ولا أن يكون أحد أحجار الدومينو، ولنبتعد قليلا لنسأل أنفسنا هنا عن مواقف مثقفي العالم المتحضر تجاه حراكات المجتمع وتهافت السلطة، وهل تختلف كثيرا عن تباينات مثقفي العرب؟
لكن المؤكد أن وعي المجتمع لهذا الاختلاف واحترامه له هو المتميز في إطار احترام الرأي والرأي الآخر، وإن كانت الأفكار التي يجري يتداولها شاذة أو غريبة أو حتى صامتة تجاه القضايا (المصيرية).. هناك من يعي الدور الرائد للمثقف والأديب والفنان في ريادة قد تتعدى حدود الزمن الحاضر والسياسة المرحلية. أكثر من ذلك يُعمل المثقف-ضمن دوره المجتمعي- أدواته في التوعية وإثارة التساؤلات التي قد تخرج عن إطار الآني والراهن.
دور المثقف هو دعم حقوق الإنسان وعلى رأسها حرية التعبير، ودور المواطن الفرد هو التغيير.. وفقا للرأي العام الواعي.
أما نحن، فما زلنا نبحث في إطار السياسة عن القائد الفذ وإن تغيرت وجهة البحث!
هل مستقبلنا مظلم إلى هذا الحد؟ نعم، فنحن ما زلنا في حضانة درس الأنهار الطائفية، ولم تنجب مجتمعاتنا روسبيير(ها) الدموي بعد، وحتما نحن على موعد مع محاكم التفتيش!

---------

ملاحظة: ما يصدق على المثقف يجري على المفكر والأديب والعالم.. وبتاع (نوبل) أيضاً !

Thursday, July 25, 2013

تغريدات موثقة.. وانتخابات.. وشراء أصوات!

صفحة الحسابات الموثقة في تويتر حيث يمكن التعرف على آخر الحسابات الموثقة



بربك يا محمد! وما هي العلاقة بين شراء الأصوات والحسابات الموثقة في تويتر؟!

ألا تظن أنك تبالغ؟

ربما، لكن لننظر إلى الصورة العامة كالتالي:
هناك انتخابات، وكما جرت العادة في الكويت، نسمع كثيراً عن محاولات تحديد نتائجها مسبقاً عن طريق شراء الأصوات. هل هذا هو كل ما في الأمر؟
لا طبعاً.. فظاهرة شراء الأصوات ليست طريقاً معبدة بالدينار الأخضر إلى الكرسي الأخضر فقط، شراء الأصوات لدينا يعتبر دالة كبيرة على انعدام الثقة بين الناخب والمرشح، وبين الناخب والعملية الانتخابية ككل وربما اليأس والإحباط من التجربة الديموقراطية ككل، علاوة على ميل الناخب للاستقلال بحركته ومواقفه في المجلس عن أي قواعد شعبية ضاغطة ليمارس (التحليق) الحر في فضاء قاعة عبدالله السالم والسقوط الحر في أي حجر يشاء دون محاسبة أو مسؤولية.
التمثيل النيابي -كما جرت العادة- هو طريق المواطن للعبور إلى بعض المنافع من النائب المقبل فما المانع من تحصيل (منافعه) مسبقاً قبل الوصول؟ بغض النظر عن قيمة الصوت (تذكرة المرشح إلى المجلس لأربع سنوات) الذي تواضع في بعض الدوائر  حتى صار لا يساوي تذكرة سفر كويت-دبي-كويت مع إقامة لأربعة أيام!

انعدام الثقة وقصر الفترة الانتخابية دفع المرشحين إلى وسيلة جديدة في الوصول إلى المرشحين عبر منافذ أخرى للتسويق الإعلامي. منافذ قد توصف بأنها قريبة لشراء الأصوات. من الجدير بالذكر أن موقع تويتر يقدم بعض الخدمات للسياسيين والمرشحين في الانتخابات ولكن ذلك قاصر على الانتخابات الأميركية. فأين يلجأ أصحابنا؟

من المعروف أن شبكة الوسائط الاجتماعية تويتر توقفت عن توثيق حسابات مشتركي خدماتها (verified accounts) منذ مدة ليست بالقصيرة- ٣ سنوات تقريباً. وعند البحث في الموقع الرسمي عن أسباب حجب نقطة الحسد الزرقاء تطالعك الرسالة التالية !

وتبرر تويتر أن الخدمة محصورة على الشخصيات العامة المعرضة للانتحال وسرقة الهوية، والمؤسسات الإعلامية، ومشاهير الفن والموضة والتمثيل والشخصيات الدينية... الآن -والشكر للعصفور الأزرق- أصبح بين الرئيس أوباما وكيم كاردشيان والشيخ العريفي شيء مشترك!

Trends window on twitter account front page

عوضاً عن ذلك بدأت تويتر حملة للتسويق لبعض الحسابات التجارية (المؤسسات والشركات) بضمان عرضها ضمن قائمة الخيارات المطروحة للمغردين لقاء رسم معين في حال استجابتهم للعرض (Trend) ومتابعة هذه العروض أو المغردين (Promoted). أي أن المغرد يجب أن يفسح على أنه مؤسسة تجارية ربحية حتى يمكنه الاستفادة من هذه العروض برغم أنها عروض ليست مجانية بل على العكس مكلفة جداً.

تكمن الحيلة في أن هذه النافذة تعتبر اليوم وسيلة للوصول إلى ختم الاعتماد الأزرق للمغرد ورائحة الأنفاس المنعشة التي يفترض أن تنبع منه! وكلما زاد المتابعين في قائمة الشاري تم الخصم من حسابه بنسبة معينة وفقاً لميزانيته.. لنسمها: زكاة نصاب المتابعين!

في محادثة هاتفية مع أحد موظفي خدمة العملاء استطاع مغرد الحصول على معلومة عامة تقول أنه بمجرد أن تنفق في حملة إعلانية مع تويتر ما قيمته 15 ألف دولار ولمدة ثلاثة أشهر يمكنك ضمان التوثيق، فكل شيء في هذا العالم له ثمن يا عزيزي.

بدأت حملات توثيق الحسابات في مطلع العام الفائت بعد أن قامت مجلة فوربس الشرق الأوسط بنشر قوائم ببعض المغردين المهمين في المنطقة العربية وفوجيء البعض أن هذه الحسابات ليست موثقة.. بالطبع (بريستيج) أغلبهم الآن لم يعد يناسبه أن لا يكون من ذوي النقط الزرقاء !

الغريب هو ما يجري تحديداً في سباق الانتخابات الحالي. معرفات لم يمض على إنشائها شهر واحد وليس لها أي كثافة من المتابعين وليس لديها بالضرورة أي تغريدات مهمة ومع ذلك فهي حسابات موثقة (منذ الولادة) ! فكيف يكون ذلك؟ هذه الحسابات أيضاً تمتلك تعريفات تمتاز بتشابه يشبه التواطؤ المريب: هذه هو الحساب الرسمي لحملة المرشح الفلاني ويديره الطاقم الإعلامي..الخ
فهل هذه التوافق من باب المصادفة أيضاً؟

وكما أن لكل شيء ثمن، فما كل حادث بمحض صدفة. يفسر ما يجري أن تويتر سمح في الآونة الأخيرة بتغيير كافة البيانات المتصلة بالحساب، من الاسم القصير إلى الاسم الطويل إلى البريد الإلكتروني. عملياً أصبحت حسابات تويتر سهلة التداول و (نقل الملكية) والتأجير بالباطن!!

يا سادة.. حسابات هؤلاء المرشحين الحديثة مؤجرة -كما كل شيء في هذه الانتخابات- ولفترة محدودة من قبل بعض شركات الدعاية والعلاقات العامة، وليتها تدار بشكل جيد. قد يؤجر الحساب للمرشح لتجده قد اختفى بعد فترة الانتخابات ليعاود الظهور في الموسم الانتخابي اللاحق، والثقة بها ومن يشغلها أيضاً مهزوزة كما كل شيء في علاقة الناخب بمرشحه ودوائره ومجلسه وصناديقه... إلخ.

أما بعض الحسابات القديمة لبعض الأعضاء السابقين فمن المستغرب أنهم قد جرى توثيقهم حديثاً.. وهذا وقد عرف عنهم أنهم من أهم راكبي الأمواج!

لن أحدثكم طبعاً عن معارضي هذه الانتخابات ومقاطعيها الذين انبروا بشكل لافت لدعم بعض المرشحين وعزوا ذلك للعصبية تارة وتارة: من باب المسؤولية الشرعية ألا يتولى شأن الأمة الفجار!! ناهيك عما نعرفه عن (تسعيرة) التغريدة التي تخضع للمساومة والعرض والطلب قياساً لعدد المتابعين!

أخيراً أترككم مع حساب شركة تويتر الرسمي للمعرفات الموثقة لتسبروا بأنفسكم وفق الترتيب الزمني التنازلي آخر الحسابات التي تم توثيقها أو (افتتاحها) لمرشحي مجلس انتخابات رمضان وبعض المفاجآت التي قد تحمل معها بشائر العيد.


دمتم بود.



Thursday, July 11, 2013

مسابقة مناطق محرومة

‏عوداً على بدء


‏في بداية العام الحالي طرحت فكرة مشروع توثيق حالة الحرمان التي تعيشها مناطقنا وتردي الخدمات والصيانة. ومضى الوقت في دراسة المشروع والتحضير له حتى وصلنا في أيامنا هذه إلى فكرة تحويل المشروع إلى مسابقة بين سكان المناطق أنفسهم يتشاركون التصوير والتعليق الفني على التقاطاتهم.

لذا فنحن منذ اليوم، نستقبل صوركم عن الحياة في مناطق (الصليبية - تيماء - الأحمدي - جليب الشيوخ) لتضمينها في مشروع ‏‫#مناطق_محرومة‬‏

‏يمكنكم إرسال الصور الأصلية عالية النقاوة على البريد التالي:
‏وسيتم نشر صوركم في حساب انستغرام:
‏ليتم التصويت على الصور والتعليق عليها هناك (تنشر الصور لضمان حيادية التصويت بلا أسماء أصحابها)

‏ويتم نشر الصور الفائزة في كتاب خاص في نهاية المسابقة مع حفظ كامل حقوق أصحابها بالإشارة إلي أسمائهم وصورهم  الشخصية- إن رغبوا بذلك.

‏مواصفات الصور المرشحة


‏- عالية النقاوة (3-10 mb) .
‏- (أصلية) ذكر اسم المصور.
‏- نوع الكاميرا.
‏- تعيين المنطقة المصورة.
‏أنتم جميعا مدعوون لإرسال صوركم على البريد:
‏ ومتابعة حساب انستغرام: @TimaaProj

‏شكرًا لكم.




Tuesday, July 2, 2013

"الراي" .. التي أعرف

بعد عام.. ماذا تعني لي جريدة "الراي" ؟

الأمس


بالأمس خرجت.. دون أقلامي و أوراقي وكوب القهوة الصباحي..
لم أجمع شيئاً..
فبعد إثني عشر عاماً هل يجوز أن أقول: هذا لي وذاك لكم؟

ماذا يعني أن تلقي جذورك في أرض واحدة  لاثني عشر عاما.. وإن لم تخصب؟!
ولجت ومسحة الفقد تتوزع وجوه أبنائها لخروج "علي الصافي".. دخلت واستقبلني ديوانه وصوانه..

طعمت في اثني عشر عاماً حلوى أبنائي الثلاثة.. وقرأت:

(جيش لبنان الجنوبي يفقد "عقله") ، 
(حصة الأسد لـ "بشار") ، 
(دمعة "جابر") ، 
يوم فقد العدو الصهيوني قدمه في لبنان..

وخرجت وأكثر من صوت يتبعني: ماذا فعلت؟ وإلى أين؟

أذكر الكثير لـ "الراي" وتذكر لي الكثير

في الذكرى


لا أكتب طمعا ولا رياء وأنا على باب حرفتي الجديدة وباب تطلّع جديد
ولا أكتب مراجعة مواقفي، أو مواقف أهلها..
ولست بطبيب من في قلبه مرض..

أكتب للذكرى والذاكرة والاعتبار..

فموقفي في الخروج منها لم تتخذ - هي- موقفاً لإطفائه
وكانت كريمة معي فوق حد الكرم في إنهاء مستحقاتي بالسرعة اللازمة..
وما زال ملح المكان يجري في مائدتي..

وهي ليست تماماً "الراي" التي أريد..
فلا أحد كامل؛ لا أنا ولا القارئ ولا الوطن ومؤسساته 

وأنا الجدير بي معرفة أن: كثرة السيوف تلهي عن سياط الكلام

أحسَنَتْ في جادة.. وآذتني في موقف.. تحدّت حرية التغريد في منعطف ما، ولكنها لم تستتبع ذلك بإجراءات قانونية مقيدة لحرية الكلمة كما هو حاصل الآن..

قبل أن تبدأ بسكب الذاكرة كلها.. ماذا تقول؟

- أكتب بعد مرور عام على خروجي من أسوارها وعن أكثر من هاتف دامع أو مواسٍ لصديق؛ منهم من استمر حتى الأمس يذكّرني..
ومن انقطع حبله في بئر الدنيا..

الحياة كما دأبها تتهادى متأرجحة بين ما تُريد وما نُريد..

أنا مرتاح أن كلمة الحق التي نشأت عليها لم تتردد في فمي..
مرتاح جداً..  فهذا ما جبلت عليه.. والحق أني لم أفعله من أجل رجل أو امرأة منكم
أنا أثق بكم..
ولأعوامٍ أعرف أنكم لا يَلزمكم موقفي..
جل ما التفت إليه هو عجوز أو شيخ شفقت أن يباتوا ليلتهم تلك على غبن..
ولذا كان (هاتف) تلك الليلة
وتركت تمام البلاغ لهم بين أيديكم

أنا مرتاح.. هنا وهناك.. فهل بلغتم راحتكم؟

اليوم


قلق المعارف من المجهول يدفعني إلى طمأنتهم وبتواطأ مشكور من الأصدقاء أن: الطريق سالك صوب جهة أخرى !!

لو تمعنوا قليلا لأدركوا أن من يشهد لي ليس بيده سوى أن يضمني معه إلى حزب الكنبة !!

كتبت لأحبتي مسبقاً أنصحهم أن يبحثوا في مخزون كفاءاتهم كفاية لهم دون الطلب.. وما أليق بي أن أسير بنصيحتي..

أما مبغض جلده، ذاك الذي لا يمثل حتى نفسه  فلا يعنيني، لا هو، لا الأقلام، لا الكرسي والمكتب، ولا كوب القهوة الصباحي يا سيدات ويا سادة.

ودمتم.




Friday, March 29, 2013

الرؤية العالمية الحالية لقضية "البدون" في الكويت

كلنا على علم بالتطور المحلي لمسمى الكويتيين البدون ( من كويتي إلى أبناء البادية إلى بدون جنسية إلى غير كويتي إلى غير محدد الجنسية إلى مقيم بصورة غير قانونية إلى "جاري البحث"! )

ناهيك عن سيل القذف النيابي الذي لم يلجم بعد: (كواولة، بعثيون، جيش المهدي، بنغال، غجر!) ونأمل أن تطوق الأفواه العنصرية التي تطلق هذه النعوت بلجام القضاء قريباً.

كل هذه الشتائم والأوصاف مفيدة بنظري، فحصرها وتوثيقها يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن من أهم أسباب حجب الجنسية عن الكويتيين البدون هو العنصرية والتمييز العرقي والديني.

ولكن ماذا نعرف عن وعي العالم الخارجي وتصوراته عن القضية؟

هناك اتفاقيتان دوليتان (فريدتان) بشأن انعدام الجنسية تعتبران من "الصكوك" الأساسية لتعريف وعلاج قضية انعدام الجنسية عالمياً هما:

اتفاقية عام 1954 : قامت بتعريف عديم الجنسية
واتفاقية 1961 : وضعت العلاج لحالة انعدام الجنسية

لاحظ معي عبارة: ( الوحيدتين من نوعهما )

المعنى: ان هاتين الاتفاقيتين تسبقان الاعتراف ببعض الدول وانضمامها أصلا لعضوية الأمم المتحدة..

إذن، كيف تفهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أسباب ظهور حالات انعدام الجنسية:

بمعنى آخر:
ان كل "الحيل" التي تنتهجها الدول في التلاعب بتعريف "عديم الجنسية" هي حيل قديمة ومكشوفة، العالم يفهم الآن ولديه مخزون من الخبرة والتجارب بعد قرابة 60 عاما بقضية انعدام الجنسية ومنعها عن مستحقيها، وهناك سجل من النجاحات طويل في إنهاء قضايا كبيرة مثل قضية عديمي الجنسية في ميانمار وبنغلاديش. لا يعدم أحد خطة الطريق الجاهزة إن توفرت النية.

هذا بالنسبة للمجتمع الدولي فماذا عن لعبة الإعلام الدولي؟

كان الإعلام العالمي غير محيط بأبعاد قضية انعدام الجنسية محليا بالكامل، فقد تطورت رؤية الإعلام الخارجي للكويتيين البدون تدريجياً كالتالي:
  • (عديم السكن) Homeless
  • (مهاجر بصورة غير شرعية) Illegal immigrants
  • (عديم الهوية) Stateless

وبين تطور الرؤية من الأولى للأخيرة عمل وجرأة وعرق وجهد كبير قام به إخوة لكم لتوضيح هذه الالتباسات.

الآن هناك 7 جامعات حول العالم تدرّس برامج حول انعدام الهوية، وهناك مؤسسات متخصصة في دراسة حالات انعدام الجنسية حول العالم، وجميع هذه المؤسسات تعرف "بدون" الكويت جيدا.

كما أن الخارجية الأميركية تسعى لتكون مسألة انعدام الهوية القضية الأولى على سلم أولوياتها في علاقاتها مع الدول الحليفة.

هذا بالضبط هو ما يبرر حراك اللجان الرسمية هنا إلى استثمار الإعلام في نشر أخبار عن (التجنيس) والتجنيس فقط كرسالة للمجتمع الدولي بأن الحكومة (تعرف) خارطة الطريق وتسير عليها. إلا أنها ما زالت تحاول خلط الأوراق بلعبة (الأصول وتعديل الوضع) والعالم أيضاً -كما أسلفنا في توضيح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لأسباب ظهور مشكلة عديمي الجنسية- على علم بحركة الهجرات وآلية تشكيل البلاد وأسباب حجب الجنسية عن بعض المواطنين في اللجان الأولية للتجنيس وفقاً للأعراق والأديان والجنس واللون.

المحصلة:
حكومتنا تعرف ان العلاج بالتجنيس فقط وتتباطأ..
والعالم لديه خطة الطريق الجاهزة وليس لديه الرغبة في إنفاذها

لذلك يعتبر الحديث عن (الخصوصية المحلية) والظروف الإقليمية وطبيعة الهجرات كلاما ساذجا ومفروغا منه ولا حاجة للرد عليه.

المسألة فقط هي مسألة وقت، لأن كل المراجعات للاتفاقيات الموقعة عليها الحكومة تتضمن توصيتين في ديباجتها، وأستطيع أن أجزم بأن هذا التقليد سيستمر طالما بقيت القضية معلقة دون حل جذري:

1- الانضمام لاتفاقية عديمي الجنسية.
2- إنشاء هيئة مستقلة لحقوق الانسان وفقاً لميثاق باريس عام 1990.

ولنختصر الوقت، فإن العمل على تثبيت مصطلح "عديم الجنسية" فيما يخص الكويتيين البدون -بنظري- هو جهد مهدر يجب أن ينتقل من المرحلة الإعلامية والتوعوية إلى المرحلة القانونية الفعلية.

المسألة فقط هي مسألة وقت فقط حتى تتلاقى الرغبة المحلية بالضغط الخارجي.. وبصراحة أتمنى أن تكون بالاتفاق الإيجابي المنتج.

ودمتم،

أقترح الاطلاع على المرفقات للاستزادة


المرفقات:

التعريف الدولي لعديم الجنسية:

٢٠١٠، مجلس حقوق الإنسان، الدورة ١٣: حقوق الإنسان والحرمان التعسفي من الجنسية:

منظمة العفو الدولية، عديمو الجنسية: كرامة مهدورة:






Tuesday, March 19, 2013

آل الرصيف

( إلى دخيل الخليفة ومحمد النبهان وآخرين نسيت أسماءهم عمداً)


يتهجّى رَخصَ أقدامي الطريقُ المرّ يصلبني إلى البلّور
أُطفيءُ فيه أضوائي
وتسبقني إلى الأثداء فاغرة المساءِ

ويستوى وجعي أمامي

هنا بلغت من الحكاية قيلها:
أمي القبيلة آنست ناراً
تواقع في المفازات الطريدة عقمها
تشوي الخطى..

أي أمُّ: هذي الأرضُ لا تُسقى معتقةَ الكلامِ
...
...

وقيل: أن اقذفيه إلى إشارات العبور

...

يا أنت!
يا من علّم الأسماءَ دون اسمي
ويا من صاغ من جوفي الفتات

لمّا استقلّ بها بنُوك
وكنتُ بينهمُ النَّسيَّ ...
وصرتُ أغرقُ عبرةً في اللافتات؟

أي أُمُّ: هذي الدرب تغري بي الزحام

كذبَ الفؤاد فليس تترك في مهاويك الحداءَ ولست توشك تتّقي الرجل الطويل وظله المشحوذَ
في كل الجهاتْ

كم غادر الشعراءْ !

"هذا الدمُ الحوليُّ منصوبٌ على تيماءْ" *

الليل في رأسي سنامٌ لا يشيخُ
ونصلُ فارعة الليالي في عناقي لا ينامْ
...
من علّم الأسماءْ
من علّم الأسماءَ..
جردني قميص البرتقال

بالكاد أستر حرقةَ الصحراء إنْ جنّ الرحيل
أنا المعلّق عند مشنقة الملولِ!

الكويت
2013/3/19
ألقيت بمناسبة يوم الشعر العالمي

* شطر للشاعر محمد الثبيتي

Tuesday, February 19, 2013

حروفيات فريد عبدال: الكشف عن ساق الدهشة


ما يستلهم التراث ولا يلتهمه.. يجاريه ولا يجترّه

في أوج اهتمامه بتفاصيله الصغيرة لا يغفل فريد عبدال عن رسائله العميقة التي يبثها في آفاق موسيقاه اللونية. هذا السيل المنساب أفقياً وعرضياً بكل الألوان والأحجام والتجارب الحروفية والرقمية يتجلى خلاله إعمال فكري دقيق في البحث عن دقائق روحية تستلهم التراث ولا تلتهمه، تجاريه ولا تجتره.

لا يقين في اللوحة (الفريدة) رغم التوقيعات التوضيحية الكاشفة لكل منها، دراسة دائبة تتجلي في التطور/التورط الجلي عند المقارنة بين معرضه الحالي ومعرض أكتوبر ٢٠١٠، هذه المقارنة -كما أسلفنا- تكشف عن دراسة حثيثة في العلاقات الهندسية والصوتية والبنائية و (المرآتية).. لا قاعدة في تفسير الفن ولكن هناك ألف قاعدة لتحليل الخط العربي وفريد عبدال يسعى في سبرها بشغف.

من الحبر الصيني وهندسة الشكل والكتابة العمودية تسرقك اللوحة في بحث تاريخي إلى أصل الحرف الأول.. إلى حريته الأولى قبل التصاقه في قاعدة أفقية، إلى جذور الأبجدية الأصيلة، قبل أن تنتقل من الرسم مروراً بالدلالة الصوتية إلى الشكل الهندسي، حتى استقر الحرف في الأقلام المعروفة في العصرين الأموي والعباسي، وارتبط مشيمياً بالنص المقدس يستمد منه أو يشتمل عباءته الضيقة، فتتحول الأقلام إلى مدارس فقهية غير قابلة للتجاوز أو التطور أو إعادة النظر.

القصص الصغيرة لا ترسم القصص الكبيرة

بين الكلاسيكية ولوحة الحداثة موجة فريدة يسوقها فريد عبدال إلى متلقي النص.. فالنص هنا ساقية إلى آفاق قد تتفق أو تغاير دلالته الأصلية، أمواج متحررة من السياق ومتواصلة معه تكشف ساق الدهشة في التقاطات إنسانية وصوفية مكثفة تطرق احتمالات النص والشكل، هنا تحتاج أن تقرأ بعينيك وحسك وعقلك معا وتحاول فك بعض الرموز التي قد تبدو عصية على المتابع لسيرة الفنان وتطور حرفه.


حجم اللوحة أيضاً وغنى ألوانها يبدو مقصوداً بتعمد واضح ليتناسب مع روح اللوحة؛ اللوحات الصغيرة التي ترمز لقوى الطبيعة الأربعة: الهواء والماء والنار والتراب تمثل مفتتحاً (منطقياً) لدراسة فيزياء لوحة عبدال. تنتقل منها مباشرة إلى رؤية الفنان لتجريديتي (عيد) التاء الصوفية (تهاليل/تسابيح - تهادوا/تحابوا) في انتقال مريح للعين يستمر كخط ثابت في مجاميع لوحات هذا المعرض المتميز، ولا يسعنا في هذا المجال إلا الإشادة بمهندس هذا المعرض ورؤيته الخاصة في تنظيم اللوحات، والحفاظ على هذا التسلسل الباعث على التأمل. كما لا يغيب عنا أن نشير إلى خبرة صاحب هذا المعرض في مجال الهندسة والمعمار التي أسهمت أيضاً في بحثه حول بنائية اللوحة وتنسيق مجموع اللوحات في بستان شيق.




في اللوحتين التاليتين (وكشفت عن ساقيها - إخلع نعليك) يحيلنا الفنان إلى المخيلة الفنية وإمعان النظر في الصور الفنية والعاطفية خلف النص، ويمارس بذكاء حيلة الإشارة إلى الدلالات المخفية عبر طبقات من الكتابة تتراصف فوق بعضها في دعوة لكشف الرداء التقليدي، وخلع عباءة الأحكام المسبقة. لوحات الأبواب الأكبر حجما (باب الفتوح وباب النصر) يبرز بها توازن دقيق بين كتل اللونين الأبيض والأسود، و بين طبقات اللون الأسود وحركته، كما يبرز تطور تجارب الفنان في التعامل مع خطوطه العمودية واستقرار قلمه.


أنتقل أخيراً إلى ما أثارني في عبقرية هذا الفنان، إذ استل من لوحات الخط الكلاسيكي ثيمة اللوحة المرآتية ليعطيها دلالة أعمق لا تقف عند إضافة اللون وتجريد الخط، يترسخ المعنى في هذه اللوحات بتجنب تكرار الكلمات في الحرف المعكوس لتأتي الكلمات المقلوبة متممة للعبارة ومتوافقة معها.



في لوحات أخرى يتحدى فريد الكتابة بالأسود على صفحة البياض فيستعيض عنه باللون، ويرسله إلى خلفية اللوحة ليتناوب مع البياض الإثارة بدفع العبارة اللونية إلى طرف الذائقة.


ما دفعني للكتابة عن معرض الفنان فريد عبدال أبعد مدىً من مقال قصير، ولا يترك لي إلا دعوة المتذوق والمتتبع لحركة الخط العربي لزيارة معرض بالغ الفرادة يعد بمستقبل مبشر للوحة تشكيلية خطية وتشكيلية حروفية تقرأ تراث الإنسان وتعيد كتابته بصورة فلسفية معاصرة عابرة للحدود.



انطلق معرض الفنان فريد عبدال في غاليري تلال يوم العاشر من فبراير ويستمر لمدة أسبوعين.

Wednesday, February 13, 2013

جمع حكماء .. ولا شفاء !

الأول/
من وصايا لقمان لأبنه:
(يا بنى إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة ..)

الثاني/
بعد أن أوثق نبيه الصغير إلى مقعد حلمه مكرها.. هل خطر له أن سيوثقُ رهن أيامٍ إلى رفاق الحلم/الهوية؟
من كان يدري؟
من كان يريد؟
هل خطر لأيّنا أن الأطفال سيلحقون به تباعاً إلى مدرسة يوسف وتزف الأمهات إلى قلب ابن داود؟

الثالث/
بعد أن قدر نفسه حق قدرها.. وعى أن الحماقة داء أعيى المداوين

الرابع/
صدئت الألسن عن التشاغل به عن لغوها ولهوها بعد أن حَمِي دونه نصل الحروف!!

الأخير/
الجنائز شغل دنياه، والعرس يذكّره بالآخرة!



لأصحابها وصحابتها فقط.

Sunday, January 27, 2013

تغطية محاضرة ” أخلاقيات الصورة في الاعلام”

“الصورة لا تكذب”. فكرة انتقلت الى حالة اليقين لدى الغالبية العظمى من الجمهور. و لكن، هل الصورة كذلك فعلاً ؟ كانت للشاعر و المصور الاعلامي محمد السالم قناعة مغايرة. في الفعالية النصف شهرية الرابعة لمنتدى قادمون الثقافي يوم الاثنين 21 يناير 2013 قدم محمد السالم محاضرة كانت بعنوان “اخلاقيات الصورة في الاعلام” اقيمت في مقهى كومرادز بميدان حولي.

حيث بدأ السالم بتقديم حول فكرة الصورة و وظيفتها الاعلامية، التي تقوم على جعل المشاهد شاهدا على ما تنقله الصورة من حدث، سواء في الحرب او السلم.

و اوضح السالم ان للتلاعب بالصور تاريخ قديم قريب من تاريخ اكتشاف التصوير الفوتوغرافي لا كما هو دارج للجمهور انه قد ابتدأ مع تطور التقنية الحاسبية، و ظهور تطبيقات كالفوتوشوب. و عبر رحلة مصورة، استعرض السالم نماذج تاريخية عالمية لحالات التغيير في الصورة، زعماء سياسيين تم تركيب رؤوسهم على اجساد تضج بالقوة و شدة البأس، الى افراد اسقطوا من صور كانوا فيها بالقرب من زعيم صفى وجودهم روحا و صورة بغية تغييبهم من ذاكرة التاريخ، مرورا بصور اثارت الجدل حول حقيقتها من عدمها، كونها عفوية ام ممسرحة.

و أضاف السالم ان الصورة من الممكن أن تصبح أداة طيعة بيد الايديلوجيا سلاح قوي للبروباغندا مستغلة فكرة استحالة كذب الصورة لدى الجمهور. و لذلك، يعتقد السالم ان الكرة في ملعب المتلقي، الذي عليه ان يكون حراً في تفكيره و انه من الواجب عليه ان ينظر للصورة نظرة شك بالطريقة التي ينظر اليها الى النص المكتوب.

و في الختام المحاضرة، التي كان وليد السبيعي مقدماً لها، عقب الحضور مثنيا على ما قدمه السالم، و استذكروا معه امثلة لصور اخرى اثارت الجدل حول حقيقتها، و ان لكلمة اخلاقيات الصورة دلالة مهمة قد تكون غريبة على من يؤمن بصدق الصورة، و كانت المداخلات مناسبة للسالم للتذكير بأهمية تفكير المتلقي البعيد عن العاطفة و الايديلوجيا في تفسير اي صورة يشاهدها.

المصدر:
موقع منتدى قادمون الثقافي:
http://t.co/QvgJt0cI
نشر في 27 يناير 2013







Tuesday, January 1, 2013

مناطق محرومة




"الروح لا تفكر أبداً دون صورة"
أرسطو

الصورة  الأستاذ دخيل الخليفة  

ضمير
يقول : ( أخشى أن تنمحي من الصورة رائحة الصبر في شوارع تيماء.. أن تضيع من وعينا رحلة الشقاء وشظف العيش وآمال الشيوخ وملاعب الصبا، أخشى أن يضيع الواقع في صندوق الذاكرة الباهت.. أحلم أن يقتنص كل ذلك في برواز .. )

هو الأستاذ دخيل الخليفة.

نعم هو صاحب القنديل لتوثيق مناطق الحرمان في تيماء وحفظها لبراعم الأجيال. هذه النواة التي تطورت لتصبح مشروع كتاب مصور يوثق للحياة في حزام الصبر حول المدينة. الأحمدي، الصليبية، تيماء، وما داخلها من حياة المحرومين وتفاصيلهم اليومية. للمدينة أكثر من وجه يعرفه الأقربون والغرباء، أما الجانب المعتم فلا يعرفه إلا أهله، ويحمل قيمه الإنسانية والاجتماعية والفنية الخاصة وجماله المغاير.
بالنتيجة، نريد له أن يكون عملاً جماعياً لا يعني شخصاً بعينه، مجتمعنا بأكمله وأصدقاؤنا مدعوون للتعاون في إنجاحه، وهذا ما سيكون بإذن الله بتعاضدكم.


لقطة
هذه المناطق بدأت تزاحمها المدن وتطاول البنيان ليزيحها عن الخارطة، إضافة إلى تقادم بنائها وضيقها بأهلها حتى تحولت إلى مناطق صفيح جديدة.  أزيلت بعض المناطق الشعبية من الجهراء القديمة والأحمدي ويتوقع أن تصل الإزالة إلى تيماء والصليبية. عمل سريع هو المطلوب لحفظها في إطار صورة فنية معبرة عن حالها اليوم وعلى مدى ٦ أشهر لتغطية موسمي الشتاء والصيف.


أسلوب
مبدئياً، يمكن اعتبار النقاط التالية أفكاراً رئيسة لهذا المشروع:
  • نبدأ اليوم بالتعريف بالمشروع إعلامياً على نطاق أهل الاختصاص.
  • جمع أهم الاقتراحات والأفكار الإضافية المبدعة.
  • تحديد أهم الداعمين.
  • الدعوة إلى جمع فريق من المصورين المحترفين والمواهب الشابة للتطوع في مسح ميداني لمناطق (الصليبية، الأحمدي، تيماء).
  • ثم تشكيل فريق من أهل المناطق المذكورة لمصاحبة فرق التصوير أثناء جولاتهم.
  • يتم التصوير المبدئي لتحديد الزوايا وأفضل التركيبات الفنية والإضاءة المطلوبة.
  • يعقد مختبر من أساتذة التصوير لتحليل الصور واختيار أفضلها.
  • يتم تنفيذ الصورة المختارة بنقاوة عالية في جولات ثانية فردية.
  • تجمع الصور في موقع الكتروني ويجري التعليق عليها من قبل المهتمين.
  • يجهز فريق التصميم كتاباً مميزاً بإخراج حديث لتوثيق التجربة وعرض النتيجة / الصور.
  • مهرجان ختامي لتكريم المشاركين. 
نهج
تحفظ حقوق المشاركين بالتصوير أو التعليق أو الدعم بالتنويه بهم فرداً فرداً وبطبيعة عطائهم في الكتاب النهائي.
 اقتراحاتكم ودعمكم يثري الفكرة..

للتواصل والتطوع وتبادل الأفكار بخصوص المشروع يمكن الكتابة إلى البريد الإلكتروني التالي:

timaaphotoproject@gmail.com

ودمتم.

الصورة  مقدمة من الأخ @falehalouda  

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...