Tuesday, December 11, 2012

الكويتيون البدون.. والعنف!

الصورة  بعدسة جريدة الآن الإلكترونبة، - اعتصام الكويتيين البدون في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

سئلت عن الخيارات المتاحة لإخوتي الكويتيين البدون وهل أن من بينها: العنف؟
لم أقو على ترك السؤال معلقاً دون إجابة مرغماً تحت وطأته.. الملاحظات التالية بعهدتكم، ولا أدعي سلطة رأي مهما كانت حصافته فأنتم أهل الحل والعقد أولاً وأخيراً..

لذلك عندما يسألونني بتجرد: هل العنف خيار لدى الكويتيين البدون أم لا؟ وخاصة في ظل التهميش والإقصاء والعنف واستلاب الحقوق الذي يمرون به، فهذه الإجابة هي رأيي وحدي ولكم الأخذ به أو رده.

برأيي،

أولا: يجب أن نحدد طبيعة الحق السليب..
ثانياً: نوضح من سلبه؟ موقعه وموقعنا منه..
ثالثا: أفضل الطرق المنطقية لاسترداد الحق وترتيبها وايجابيات وسلبيات كل منها.

وللإجابة أقول:

أولا: الحق السليب هو: حق المواطنة الأساسي، الحق في الهوية الوطنية والمشاركة والقرار، تتبعه كل الحقوق المادية والمعنوية الأخرى، وحرية مقاضاة من سلب هذا الحق في محكمة عادلة والتعويض عن سنوات الإقصاء والحرمان دون ذنب.

ثانياً: اشترك في سلب هذا الحق الحكومات المتعاقبة، وطوائف العنصريين من أبناء الوطن حسداً وبغضاً، ونوابه من المتخاذلين والمقصرين، ولا أغفل أبداً تقصير بعض أبناء القضية أنفسهم في مراحل سابقة عن المطالبة بالحقوق أو تبيانها بإخلاص على الأقل.

ثالثا: السبل لاسترداد الحق متعددة، بين: مطالبات سلمية في المؤسسات المدنية وفي الشارع، أو قانونية في سلم القضاء، أو العنف المشروع بشرط استحالة الطريقين السابقين.

لنوازن الخيارات معا:
  • المطالبات السلمية تعرض الرأي وتقدمه للعالم وتحرك المواقف..تبذل الضحايا، طريقها طويل شائك يلزمه الصبر والبذل.
  • القانون أيضاً (طويل البال) طريقه مرهق ومكلف بصورة أخرى.. وأحيانا الوصول إليه صعب ونتائجه غير مضمونه تماماً وحالياً هو غير متاح.
  • العنف غير مضمون النتائج دائما.. طريقه ليس بالطويل نسبياً إلى الحسم، ولكنه يتطلب الكثير من التضحيات حتماً.. وهو مشروط باستقلاله (أن لا يكون له بديل يغني عنه)

بنظري، يبدو أن لا خيار لإخوتي الكويتيين البدون سوى الخيار السلمي، فهو الأكثر أماناً على النتائج وإن طال طريقه واشتدت وعورته. كل الخيارات موفورة الخسائر وما يبدو أشقها وأطولها هو أقلها خسارة وأضمنها نتيجة.. وإن ادعى المغرضون العكس.

برأيي الخاص، أن السبيل لعلاج قضية الكويتيين البدون هو تغيير مجتمع الكويتيين وتغيير مجتمع البدون معاً، وهذا لا باب له إلّا الحوار والتقارب والانفتاح على الآخر وطَرْق المسائل الجوهرية بثقة. إن إزالة الحواجز المصطنعة بين المجتمعين وتحديها وإذابتها هي الحل (النهائي والشامل) لمصلحة الطرفين والوطن وما عدا ذلك ادعاء حل.

نحن أمام فرصة تاريخية تتبرع فيها قضية الكويتيين البدون بتوفير أرضية للنظر في مشاكل الوطن البنيوية بعمق وعلاجها بدقة الجرّاح لمصلحة الجميع.

همومنا المشتركة اليوم هي: تطوير الدستور، تطبيق القانون، مسطرة العدالة، المساواة، مكافحة الفساد، دعم عجلة الاقتصاد، تماسك النسيج الاجتماعي، استتباب الأمن، النهوض بالتنمية (وأركز على التنمية البشرية)، حرية الإعلام، حق التعليم وتطويره، حرية الثقافة وحماية المثقف.

أملي وحلمي هو حلم وطن.. وإذا لم يتم التغيير الذي ننشده جميعا في وطن أفضل فلا خير للانتماء بهذه المقاييس المتواضعة.. ولا خير.. لا خير في حياة بلا عمل من أجل أجيال أفضل..

ودمتم
















Monday, December 10, 2012

تيــمـ | مــاء


في احدى الاعتصامات خرج ابن النحاس وأنشد:
(أنا الغريب الذي إن متُّ في بلدٍ.. لم يرثه غير جاري دمعِهِ أحدُ)






في الملح يضيءُ الحزنُ وذاكرة الجرحِ
وتشوى أرغفةً أضلاعُ الغرباء
يلتصقون بأفران الحزن المكحولة ليلا
يقعون بقدر النبلاء


تصطك فرائص أَغْرَبِهِم
تطحنهم نابٌ عمياء


في القلب بلادٌ جفّت 
أَوَ جفّ الحزن بقلب الفقراء ؟!

* * * * *



في ساحة وجدٍ حزنُ الأرضِ يضيء
في ساحة وجدٍ...


ماذا في الساحة؟

أوردةٌ تغمرُ عطراً أجوفةُ السغبِ السوداء
حلم يحتلم الساعة طفلاً بين حمامات بيضاء


ماذا تحكي الساحة؟


تحكي الساحة.. أن ندوب الروح سواءٌ بسواءْ

تحكي الساحة.. أن الرملَ هو الرملَ وليس الثكلُ بماءْ

تتلو الساحة.. 

هل نقرأ ماذا تتلو الساحة إن لم نتوضأ كنبي الهجرة في الصحراء؟

* * * * *



يبرق في الساحة ماء..
يطلع ماء.. تتجمع بعض الأشياء..


تقيء النشراتُ الشوهاء :
اجتمع المنبتون بأقصى الأرضِ
حرّضهم صاحب زنجٍ وقرامطة / عجلٌ من ذهب / لومومبا / جيفارا / غاندي يتقلبُ في الملحِ
يعلن أن مهمته ابتدأت- بوش الأصغرُ- يتقدم فوج الشعراء..
سفهاءَ فيهم مطلوبونَ / خرج الباغونَ.. أهانوا العسكرَ / بصقوا في وجه الصحف اليومية / 
يا للسفهاء!!

* * * * *

وفق روايتنا الرسمية.. 
أطفئت الساحة قبل تسلل رايات خضراء !


ألقيت لأول مرة في عيد الشعر ٢٠١٢/٣/٢٠

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...