Friday, August 13, 2021

بين عليّين..*


(حيث الشوارع لا تفضي إلا الأمهات بالضرورة)


.......................


لم نعُدْ نقوى على الكتمانِ:

كانت آخرَ ما خلق اللهُ؛ أُمَّنا.. صدقة ٌجاريةْ.. بظفيرة حُلْمٍ خاطتنا إلى الأيام ولم تُسرف كثيراً في العبارةْ.

خديجةْ: تتكئُ على القصيدةِ وتتهجّاكَ سَلاما.

الوطنْ: سائقٌ مخمورٌ عجلاته تشكو العمى.

أنت وأنا: تفصيلٌ صغيرٌ لم تنتبه إليه جواري الوقتْ،

أو سيفُ القُبلة الأولى.

البيتُ: كنىً خرساءَ، وأحضانُ الشرفاتِ لا تفضي إلى الله، وروحك معلقةٌ تتلو رخامَ المآذن في قُربان السبتْ.

ليسَ البيتُ ما ملأ الحقائبَ، يا أخي، البيتُ ما سار معك.


....


سَمّني كرونوس / جهنمَ / أو الوطنْ.


....


قصيدتكَ التي غاصتْ في عراءِ الشكِّ

تلسعُها شموع الذكرياتِ، تسألُ:

أنبئني عن المطرِ الذي تلمَّس فجركٓ

وكيف كنتَ تُواقعُ الأسماءَ حتى تقعَ اللغة..

كيفَ تحرّكَ في الأضواءِ سُكونكٓ؟

ما حالُ الغريبةِ؟ هل ثَقُلَ الصومُ عن خِصرها؟ وهل؟


.......


قد تميلُ الروحُ، كما بِتَّ تدري، أبعدَ من مَدارِ الطريقِ الساحليّ..

رحلَ البحرُ سريعاَ من رحمِ اللوحةِ، فاحفظ ثلاثينكَ من قرصةِ القنّاص..

وخُذِ الكلامَ المدبّبَ في شفتي ليسعفَك السؤالْ.


هذي السبيلُ.. عاريةٌ، يا فتَاي، وأجسادُنا.. لم تعد تكفي!


من يعبثُ بطريقِ الجنةِِ أثقلَ روحَ الأطفالْ

مزّقَ بُرعمَكَ الغضْ -برعمٌ لم تفتقدُه الغابةُ ولا تعرفُهُ الريحُ- وَصَبَّ إلى قدميِك العاريتينِ راحلةً وسفَر.


.....



أنصِتْ!

عصافيرُ السجنِ، أخي، أعلى من قبيلةِ الريحِ غناءً...


.....


مسرعاً ألوذ بأمي. تفرزني؛ طلقةً في النبضِ وأخرى في الشجرة!


.......................


* الشاعر الراحل علي الصافي، والشاب علي الحبيب



Wednesday, May 26, 2021

نجوم غائرة!

 يبدو لي أن اليهود سيظلون في أزمة أبدية مع الآريين وقد يلاحقونهم إلى أبواب الجحيم، بعد أن طاردوهم في فارس وبابل والسامرة وألمانيا وإيطاليا ووسط أوروبا. هذا عداء أزلي. أما أبناء منطقتنا، العلمانيين السذج منهم خاصة؛ ممن يزعمون أن العلم الصهيوني "رمز ديني" محترم! يطلقون على نجمته -دعائياً- خاتم سليمان، في محاولة التفافية بائسة عن عقيدة اليهود بأنها "درع داود" -الملك القاسي ومجرم الحرب بالعرف المعاصروتجاهلاً لرأي ملوك المغرب بأن نجمة سليمان -التي تتوسط علمهم- خماسية... ومع خلعهم لكل الأديان في مرحلة باكرة من وعيهم -إن وجد- فلا أحد يستغني عن أيديولوجية دينية من وقت لآخر!

المشكلة أن مثل هذا "الشرق أوسطي" -نسبة إلى الإقليم الذي لا أعلم كيف زحف ليصير "أوسط"، أو شرق ماذا تحديداً؛ ومثل هذا "العربي" -مع عدم وجود جذر عربي واحد صحيح، أو إحصائية راسخة تثبت غلبتهم على المنطقة؛ هذا البشري يتجاهل أن جذور خاتم سليمان ودرع داود سرقة سافرة من عشتار أسلافه -الحقيقيين- الذين تركوا إرثاً راسخاً، وشاهداً ناصعاً، وإن بالطين، وهذا ما لم تفعله أجيال "عربية" لاحقة!


ابن الإقليم يجامل ويسامح وإن جردوه من تاريخه ومعرفته ووعيه، ولو سلبوه حتى "صفره". وسيظل يبرر ويناور من منطق الضعف.


الأوسط الوحيد في المعادلة، هو هذا الإسفين الذي دق بين الجناحين الآسيوي والإفريقي من منطقتنا، وخلّف شقوقاً غير منتظمة على الأرض، أسميناها حدوداً، وعبدناها، وصارت هي مشاريعنا "الحضارية"!


بدأنا بالنجوم.. النجم الوحيد الذي يمكن أن يحكم حياة "العربي" هو نجم الشمال. وحتى هذا سرقته "مرسيدس"!!


لم يبق إلا "راعب غلامه"!

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...