Tuesday, April 10, 2012

الكويتيون البدون في وثائق ويكيليكس


المصدر: السفارة الأميركية بالكويت
تاريخ انشاء الملف: ٢٠٠٩/٦/٣
تاريخ نشر الملف: ٢٠١١/٨/٣٠
التصنيف: سري

الموضوع: البدون عديمي الجنسية في الكويت: الخلفية التاريخية والوعود الأخيرة

 1. طوال السنوات العشرين الماضية منع 100,000 من المقيمين عديمي الجنسية "البدون" في الكويت من الحصول على الرعاية الصحية المجانية ، والتعليم، ومنافع الرفاهية الأخرى للدولة والتي  يتمتع بها المواطنون الكويتيون. ونظراً للوعي الاجتماعي المتزايد بمحنة "البدون" واستجابة لرغبات الناخبين "القبليين"، أصدرت حكومة الكويت مؤخرا قراراً يسمح للبدون بالحصول على الرعاية الصحية المجانية للمعاقين أو الذين تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاماً. بالإضافة إلى ذلك، قضت المحاكم الكويتية مؤخرا بسابقة وهي تسهيل حصول البدون على شهادات الميلاد والزواج. وعلى الرغم من هذه التأكيدات، ليس من المحتمل أن قضية "البدون" سيتم حلها بشكل كامل في أي وقت قريب من خلال توسيع قانون الجنسية لأن العديد من المواطنين الكويتيين لا يزالون يعارضون بشدة حصول المؤهلين على الجنسية والمزايا الأخرى لخدمات الدولة. وتبقى هذه المسألة واحدة من أكثر المواضيع صعوبة وحساسية في الكويت لما تتضمنه من قضايا لحقوق الإنسان.

أصول العرب عديمي الجنسية في الكويت (البدون)


 2. "البدون" هم الناس الذين يعيشون في الكويت والذين يؤكدون بان لهم الحق في الجنسية الكويتية وينكرون أن لديهم جنسية  في أي بلد آخر. مصطلح "البدون" يعني "من لا يمتلك شيء ما" في اللغة العربية، لأن هؤلاء الناس هم دون جنسية. (ملاحظة: لا يوجد صلة بين اللغة العربية ومصطلح "البدو،" على الرغم من أن "البدون" هم بدو من القبائل التي بقيت على نمط حياة بدوية ما قبل عهد النفط . نهاية الملاحظة).
 هناك ما يقارب 100,000 من "البدون" في الكويت (بالمقارنة مع 1.1 مليون مواطن كويتي ومليونين من المغتربين المقيمين). "البدون" هي اكبر قضية لحقوق الإنسان للساسة الكويتيين والمنظمات غير الحكومية، رغم أن مراقبين دوليين لحقوق الإنسان يميلون إلى تركيز المزيد من الاهتمام على محنة الأعداد الكبيرة للعمال الأجانب في الكويت  
 (انظر المرجع A).
 3. عندما حصلت الكويت على استقلالها من بريطانيا في عام 1961  بدأت الحكومة الكويتية حملة لتسجيل أولئك الذين يرغبون أن يصبحوا مواطنين في الدولة الجديدة. لكن في تسرعها بالتعرف على المواطنين الشرعيين، غاب عدد كبير من هذه الأرقام، لأن العديد من البدو الذين يعيشون في الكويت كانوا يعيشون في مناطق نائية وإما لم يعلموا ما هي متطلبات التسجيل أو لا يقدرون أهميتها. وعلاوة على ذلك، ففي الفترة التي سبقت ترسيم الحدود الوطنية في العشرينات من القرن الماضي، وعلى نطاق أضيق يصل إلى الستينات، قام البدو الرحل بالسفر بحرية في المنطقة التي تدعى الآن الكويت والعراق والمملكة العربية السعودية، وليس لديهم منازل دائمة. نتيجة لذلك، في نفس الأسرة اليوم سترى إن منها من حصلوا على الجنسية الكويتية ومنهم من لم يحصل عليها. وعلى الرغم من الأدلة التاريخية لهذه الظاهرة، فإن العديد من المدافعين عن الحكومة الكويتية والمعارضين للبدون يؤكدون أن عددا قليلاً جداً لم يتم تجنيسه، هذا إن وجد فعلا، وأنه بدلاً من ذلك قام معظم "البدون" المهاجرين لأسباب اقتصادية من سوريا والأردن والدول العربية الأخرى الدول باخفاء أصولهم في محاولة للحصول على الخدمات السخية التي تقدمها الدولة الكويتية.

بداية معاناة "البدون"


 4.  حتى منتصف الثمانينات، عاملت الحكومة الكويتية البدون كمقيمين شرعيين من سكان الكويت وكانت مطالبهم بالمواطنة قيد النظر، وهي حالة تميزهم ليس فقط عن المقيمين الأجانب بل أيضا من المجموعات الأخرى من المقيمين عديمي الجنسية، مثل الفلسطينيين من قطاع غزة. وفي ذلك الوقت، كان البدون مدرجين ضمن أعداد المواطنين الكويتيين في إحصاء وزارة التخطيط السنوي الموجز، واصدرت لهم الوثائق التي تعرفهم بأنهم "بدون هوية"، وعدا عن حق التصويت تلقى البدون فوائد المواطنة الكاملة بما في ذلك خدمات الإسكان والتعليم والصحة المدعومة. "البدون" الذين يشكلون الغالبية العظمى من الرتب بجميع فروع جهازي الشرطة والجيش كانوا مؤهلين للحصول على جوازات سفر مؤقتة تحت المادة 17 من "قانون جوازات السفر" في الكويت 11/1962. وكان التزاوج بين المواطنين "البدون" والكويتيين ما زال شائعا. ونظرا للتقلبات في تنفيذ "قانون الجنسية" فإنه ليس من غير المألوف أن يكون أفراد عائلة واحدة يحملون جنسية مختلفة الحالة: الجنسية الأصلية، والجنسية بالتجنس والبدون.
5.  في عام 1985، بدأت الحكومة في تطبيق أحكام قانون إقامة الأجانب 17/1959  على البدون  حيث أصدرت سلسلة من اللوائح تجرد "البدون" من كل شيء تقريبا من حقوقهم السابقة والفوائد. من غير الواضح لماذا غيرت الحكومة سياساتها جذريا، لكن الانخفاض في أسعار النفط عام 1984/1985 ربما جعل الحكومة يساورها القلق إزاء أعداد المواطنين المؤهلين للحصول على الجنسية من البدون والفوائد المقدمة من الحكومة. وتبع ذلك المزيد من القيود:
--في عام 1986، قيدت الحكومة وبشدة الأهلية للحصول على وثائق السفر للبدون. كما أنها قامت الحكومة بتسريح غير العاملين بالجيش أو الشرطة الذين لم يقوموا بإخراج جوازات سفر صالحة، سواء كانت صادرة عن الكويت أو أي 
بلد آخر، وإيعاز أرباب العمل بالقطاع الخاص للقيام بنفس الأمر. 
--في عام 1987، بدأت الحكومة في رفض إصدار أو تجديد الرخص  للبدون أو تسجيل سياراتهم، وبدأ إنهاء التعليم العام المجاني للأطفال "البدون" وتم إصدار تعليمات للمدارس الخاصة بطلب إقامة صالحة.
--في عام 1988، تم تمديد الحظر المفروض على التعليم العام المجاني إلى
  الجامعات، والنوادي والجمعيات المدنية الكويتية وبإصدار تعليمات إلى استبعاد أعضائها "البدون".
-أيضا بدءً من عام 1988،أصبحت البيانات الإحصائية عن "البدون" في الموجز الإحصائي السنوي للحكومة نقلت من الفئة الكويتية إلى فئات السكان الأجانب.
6. تصاعدت حدة القيود المفروضة على "البدون اثر احتلال العراق للكويت. في أيلول/سبتمبر عام 1990، اذ أن سلطات الاحتلال العراقي أمرت، تحت عقوبة الإعدام، جميع غير الكويتيين المقيمين في الكويت بالانضمام إلى الجيش الشعبي، وهي ميليشيا شكلت لدعم الجيش العراقي. وعدم تقديم أدلة تؤكد التسجيل مع الميليشيا أصبحت سببا للسجن فورا. وعلى أساس انضمام عدد قليل من "البدون" الى الجيش الشعبي- وإلقاء اللوم على "البدون" بسبب فشل الجيش الكويتي في وقف الغزو العراقي، لان "البدون" يشكلون الغالبية العظمى من القوات المسلحة أصبحت نظرة العديد من الكويتيين للبدون على أنهم متعاونون وتصاعدت السياسات المضادة  للبدون:
-"البدون" الذين فروا إلى العراق وجدوا أنفسهم وقد تقطعت بهم السبل هناك
 رفضت الحكومة الكويتية  بالسماح لهم بالعودة  حيث لم يسمح إلا لعدد قليل بذلك.
-موظفي الحكومة "البدون"طردوا من وظائفهم بأعداد غفيرة وإعادة توظيف جزء صغيرمنهم فقط لاحقاً.
-ابتداء من عام 1993، "البدون" مطالبون أيضا بدفع رسوم للاستفادة من مراكز الرعاية الصحية، على الرغم من أن هذه الخدمات تبقى مجانية للمواطنين الكويتيين.
-"البدون" غير الموظفين من الحكومة وجدوا أنفسهم يواجهون عقبات خطيرة عندما يسعون إلى تسجيل المواليد ووثائق الزواج والطلاق والوفاة.

الوضع الحالي: أيادي خاملة القيام بعمل "أسد شبه الجزيرة"


 7. (ج) عدم وجود وثائق هوية يجعل من المستحيل تقريبا للبدون اليوم إيجاد فرص عمل جديدة. للبقاء على قيد الحياة، يعتمد معظم "البدون" على الجمعيات الخيرية والصدقات. وبعض الأعمال الغير رسمية، وقيادة شاحنات المياه أو سيارات الأجرة. الآخرين لجؤا للبيع في الشوارع، ولكن هذا النشاط غير قانوني ويعرضهم للاعتقال والغرامات. مع خيارات قليلة جداً لكسب الرزق من الناحية القانونية يعيش بعض المحرومين، ناقصي التعليم والعاطلين عن العمل من الشباب العزاب الذين يشكلون معظم شباب البدون للتهميش ولجئوا إلى الجريمة والبعض كانوا عرضه لتجنيد الإرهابيين (انظر المرجع باء).

التطورات الأخيرة: الرعاية الصحية والتعليم

8. سياسات الحكومة الكويتية أيضا حدت من حصول الأطفال "البدون" على الرعاية الصحية والتعليم. على عكس المواطنين الكويتيين، منذ عام 1993 أصبح "البدون" مطالبين بدفع الرسوم ليتم استقبالهم بالعيادات الصحية الحكومية. ومع ذلك، في 21 أيار/مايو، أصدرت وزارة الصحة قرارا بالحصول على خدمات العيادات الصحية الحكومية لجميع الأطفال "البدون" من أم كويتية (مع نهاية هذه الخدمات عندما يصبح عمر الطفل ثماني عشرة سنة). ويسمح هذا القرار أيضا بالخدمات الصحية المجانية لجميع "البدون" لمن تعتبرهم وزارة الصحة معاقين. وفي عام 2005، بدأت الحكومة الكويتية بتمويل مجال التعليم الابتدائي والثانوي في القطاع الخاص للأطفال "البدون".

التطورات الأخيرة: وثائق الزواج وشهادات الميلاد

9. يواجه "البدون" اليوم صعوبة في توثيق حالات الزواج بما في ذلك في حالات الزواج بين كل من زوجين أحدهما "بدون" والآخر كويتي الجنسية لان "البدون" من الزوجين لا يمتلك البطاقة المدنية ويجب الحصول على رسالة من وزارة الداخلية وإكمال تدقيق شامل ومطول. من الصعب أيضا الحصول على شهادات الولادة للأزواج "البدون". إذا كان لديهم طفل، سيسأل المستشفى عن جنسية الوالدين. وبما أنهم لا يحملون أي جنسية، فأنهم بحاجة إلى رسالة "إلى من يهمه الأمر" من السلطة التنفيذية للجنة  للمقيمين بصورة غير قانونية  ( اللجنة المركزية) حتى تستطيع وزارة الصحة أن تصدر شهادة ميلاد التي لا تشير إلى جنسية الوالدين. ووفق المنظمات غير الحكومية كمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نادراً ما تصدر عن اللجنة المركزية مثل هذه الرسائل.
10. ومع ذلك، في 25 آذار/مارس، قامت المحكمة الابتدائية في الكويت بإصدار حكم لم يسبق له مثيل لتوثيق عقد زواج لامرأة من البدون" متزوجة من مواطن كويتي. واستناداً إلى هذه السابقة في 5 نيسان/أبريل ومرة أخرى يوم 26 مايو، أكدت " المحكمة الابتدائية " حقوق "البدون" لرجل أراد الحصول على شهادة زواج وشهادات ميلاد لأطفاله. أجبرت هذه الأحكام وزارات العدالة والصحة الاعتراف بحقهم بهذه الشهادات.

التطورات الأخيرة: إعادة التوطين الداخلي


11. (ج) في عام 1993، قامت الحكومة الكويتية بهدم منطقة أم الهيمان (جنوب غرب مدينة الكويت) وأرغمت غالبية سكانها "البدون" إلى الانتقال إلى  منطقة الصليبية النائية والمقاطعات المجاورة كتيماء. مساعد الشمري، عضو من المجتمع الكويتي "البدون"، يتوقع أن في السنوات القليلة القادمة سوف تقوم الحكومة الكويتية بإزالة منطقة الصليبية وتيماء لبناء مساكن جديدة وإجبار سكانها "البدون ال" 70,000 الحاليين إلى نقل مساكنهم مرة أخرى إلى منازل دون المستوى المطلوب في مناطق ابعد.

المؤيدين والمعارضين للبدون


12. (ج) آل صباح الأسرة الحاكمة في الكويت شاركت النفط تقليدياً وبسخاء مع عائلات رجال الأعمال الحضر. ومع ذلك فإن نجم أبناء القبائل الكويتيين الآن ينمو بسرعة سواء من حيث السكان والتمثيل في "مجلس الامة" كتلك المجموعات التي تبحث عن حصة تناسبية من النفوذ السياسي في الكويت. هؤلاء الكويتيين القبليين يشكلون تحديا للحضر -من خلال وجودهم في البرلمان- وإلى الوقت الحاضر في تكوين الحكومة الكويتية (انظر المرجع ج). معظم "البدون" هم من أهل البادية ومنح الكويتيين البدون 100,000 الجنسية وحقوق التصويت والتعجيل بهذا الاتجاه يساعد القبليين الكويتيين  ويجعلهم أكثر ميلا لدعم "البدون" من الكويتيين الحضر.
13. (ج) المؤيدين لمنح الجنسية إلى "البدون" تشمل ما يلي:

-نواب المجلس من القبليين والإسلاميين. القبائل تهيمن على المناطق النائية والدوائر الانتخابية المحافظة وسوف يستفيدون من وجود أنصار لهم ضمن أكثر من 100,000 شخص، لا سيما بعد أن يعاد ترسيم الدوائرالانتخابية.
-أعضاء البرلمان من النواب الشيعة يعتقدون أن ما يصل إلى 50 في المائة من "البدون" هم من الشيعة (الشيعة يشكلون نحو 30% من المواطنين الكويتيين)
-الكويتيين الذين لديهم أفراد أسرة أو أصدقاء من البدون.
-النشطاء الاجتماعيين، والمنظمات غير الحكومية للبدون 
14. (ج) المعارضين يشملون ما يلي:
-الأسر التجارية الحضرية واليساريين. وهذان مجموعتان تعتقدان أنهم سيخسرون اكثر من غيرهم بزيادة التأثير القبلي. البعض من الأسر التجارية الحضرية متأثرون من منح الجنسية إلى البدو الذين باعتقادهم أنهم ليسوا حقا كويتيين وبالمثل فإن اليساريين يؤمنون أن الحكومة الكويتية قد منحت المواطنة للبدو في الستينات والسبعينات بهدف إضعاف المعارضة في "مجلس الامة". هؤلاء الكويتيين الحضر يرون أن الدافع لمنح الجنسية إلى الآلاف من البدو "البدون" هو استمرار لهذه السياسات السابقة وتهديد إضافي لنفوذهم.

تعليق


15. (ج) أن السوابق في المحكمة والرعاية الصحية فيما يتعلق بإصدار شهادات الميلاد والزواج تعد قليلة ولكنها تعد انتصارات كبيرة ل "البدون". ومع ذلك تبقى  قضية "البدون" مسألة مثيرة للجدل. علاوة على ذلك فإن التقدم المحرز في مسار القضية في عام 2009  في وضع مقلق بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية في الكويت وحالة التوتر السياسي التي تجعل الكويتيين حذرين إزاء التوسيع الكبير لقاعدة الأشخاص مؤهلين للمنافع الاقتصادية أو الحقوق السياسية. بالإضافة إلى ذلك فإن تركيبة البرلمان الذي انتخب في 16 أيار/مايو-التي أضعفت إلى حد ما تأثير القبليين والإسلاميين -يقترح بان هذا البرلمان قد يكون له مصلحة في المقابل بإطفاء الحلول للانتهاء من وضع "البدون" الحالي.  نهاية التعليق.

(ملاحظة المترجم: هذه الوثيقة وإن كانت تبدأ بتوصيف بداية ظهور قضية الكويتيين البدون وجذورها فهي -الوثيقة- تعود إلى منتصف عام ٢٠٠٩ وتتحدث عن المجلس والوضع السياسي والاجتماعي والتطورات في قضية الكويتيين البدون في تلك الفترة، ومن المفيد لفت النظر إلى أن التطورات في العامين التاليين أدت إلى تغييرات بنيوية كبيرة في تركيبة المجلس وطبيعة الحراك الاجتماعي والسياسي بما له بالتالي من انعكسات جوهرية على قضية الكويتيين البدون)

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...