عروس الشهداء الصحافية نورس النعيمي |
بنيّ.. نعم، كلكم أبنائي، أنت لم تقلع عبير زهرتي وإن دهستها بقدمك.. من سوى الأم تزرع من كل هذا الألم والخراب غيمة من الأمل. من يقطع دائرة الفناء؟ أنا عراقكم.. يا بني.
أقبل رأسك.. لا تَخَف، هو الخوف الذي اختار لك الصمت، أنت لا تدري ما تصنع، وثكلي لن تبلغه إلا أمك ساعة الثكل بك.. أنا وحدي من أعلم يقيناً أن عصفورتي في الجنة، وأنك كنت دليلها حيث هناك. سأبتسم لأحلامها.. سنرقص معا في حدائقها ونغني.. وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك.)
إنه درس الإنسانية من أم الصحافية العراقية الشهيدة نورس النعيمي مقدمة البرامج في قناة الموصلية لقاتل ابنتها بعد أن قبلت رأسه!
روحها التي امتزجت بروح الله، ابن مريم، وهو يُصلي لمن أساء له، منادياً: "لو تكلمتُ بلغات الناس والملائكة ولم تكن لي المحبة، فما أنا إلا نحاسٌ يطنُّ أو صنجٌ يَرنّ"، روحها الصالحة التي لا تخاف من قتل الجسد، بل من هلاك الروح في لظى البغض. هي ربة الخراف، لا تدعُها مذعورة في الليل تتكئُ إحداها على الأخرى، تبذلُ مهجتها دونها وتفتح بابها للنور والخلاص.
تضيءُ السراج لكل من في البيت، ليست أسطورة العالم - كما كان مانديلا - ولكنها نبراس المعذبين في الأرض، تنجو من عاصفة ولا تعثر.. تسند الشجرة الإفريقية إن لزمها القيام!
تشير إلى أفلاطون أسفل قدميها، تنبؤه أن السعادة مستحيلة وإن امتلكتْ بصيرة في الخير وقدرة على دحر الشر.
تسبق طاغور في حدائق القلب تزيل الأشواك.. تعَلَّمتِ الكثير.. ولم يبقَ للأشواك دروس تلقيها..
..
الضمير جرح لا يقتل ولا يلتئم "يا ولدي، أنت جاهلٌ أميٌّ لا تعرف القراءة والكتابة.. وابنتي تتحدث لغتين"..
لو كانت تتحدث لغتك أماه فهي هنا الآن بيننا.
لأمهات اللغة.. للغة الأمهات في كل بلاد الحروق.. كُنّ بخير.
--------------------------------------
--------------------------------------
نشرت في آراء بتاريخ:
31/12/2013