Tuesday, March 6, 2012

"البدون" في ديوان المناور

نواب كتلة العدالة

لم تكن السلبيات هي السائدة فقط في ديوان المناور.. هناك بعض الإيجابيات وبعض الملاحظات التي تكشفت عن تحركات الغالبية النيابية.
برز في حديث السيد أسامه المناور ميل لنهي البدون عن الخروج للمطالبة بحقوقهم وتبرير قمع الداخلية في حالة الخروج.. وفي فكرته مثالب عدة.
عندما يرفض البدون دكتاتورية الأقلية العنصرية فهم واعون أيضاً -وقبل كل شيء- إلى دكتاتوريات الأغلبية والغلبة والقمع! هذه الأغلبية التي فرضت على الدكتور عبيد الوسمي تأجيل استجوابه تحاول الآن تمرير مشاريع الرأي الواحد على طيف واسع من أبناء المجتمع، هم البدون!

منطق: استريح الله يخليك، الذي يتحدث به النائب الفاضل لا يجب أن يكون موجها إلى أبناء الشعب أبداً.. هذا الشعب الذي عمِل لإيصاله. ومطالبة الناس بالتوقف عن المطالبة بحقوقهم والتهديد بعصا الداخلية لا ينبغي أن يصدر عن رجل قانون له جهد سابق في الدفاع عن الحقوق المدنية. ويبدو أن النائب الفاضل والغالبية البرلمانية التي تحاول أن تثبت وحدة موقفها ومتانة صفوفها ما زالت لا ترى للبدون حقوقًا وواجبات على قدم المساواة! ويثبت أيضاً أن بعض النواب لا يعي حقاً حجم قضية البدون الحقيقي اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وحقوقياً!

عمر البدون يا نواب (الغلبة) البرلمانية هو خمسون عاما وليس 14 قرنا ! خمسون عاماً وليس عامًا واحدًا ! لذا نصرّ حينما تطرح قضية
البدون فهي إما أن تطرح ضمن مثيلاتها من قضايا الأمة والوطن أو أن تطرح منفصلة لوحدها.

ومرة أخرى، قضية البدون هي قضية وطن وحقوق وواجبات وليست صغيرة ومرحلية لتعامل كقضية اقتحام مبنى خاص على خلفية قبلية، وليست قضية سجين رأي !
وبالتأكيد كما لا يقبل أحد التعسف والقمع الحكومي فلن يقبل أحد التعسف النيابي وإن كان تحت إطار (الغلبة) الدستورية !

السيد النائب والسادة النواب يجب أن يفهموا كما أن (الغلبة) النيابية تحقق إرادة الأكثرية فهي يجب أن تحمي حقوق الضعيف والأقليات وحين أصر على أن السيد النائب مخطيء حين يطالب الناس بالتخلي عن حقهم في الاعتصام أؤكد في نفس الوقت على تفهم اعتذاره عن اللبس بشأن الأعراض.

ومن الإيجابيات التي لحظتها الحراك والتفاعل الشبابي من أبناء القضية أنفسهم والتواجد الإيجابي في المحافل التي تطرح قضيتهم ويجب على البرلمانيين والحقوقيين والسياسيين والوزراء توقع المشهد والحضور والصوت (البدوني) الفاعل في كل الندوات والأنشطة. هذا التواجد والتفاعل من أبناء القضية أنفسهم يجب أن يستمر ويتواصل ويكثف، على أن تعالج بعض الأخطاء التنظيمية وتضبط بعض الانفعالات غير المحسوبة

وأخيرا وليس آخراً يجب أن نعي جميعاً درس الثورات العربية الأول أن المنصات لم تعد هي التي تصنع الخطاب بل الشارع ونبضه..للشعوب اليوم صوت.
لذا فاننا سنشاهد الكثير ممن سيترجلون عن المنصات إما بإرادتهم أو مرغمين.. فاستفزاز الناس لم يعد أبدا مقبولا.

وللغلبة النيابية نوجه خطابا واضحا وصريحا بأن أي رأي أو اقتراح يجري التحضير له لإنزاله على البدون من أعلى سيكون مرفوضاً بالمبدأ دون التفاصيل. أي رأي لا يراعي ولا يضمن كل الحقوق الآنية والمستقبلية للبدون بالمطالبة بأي استحقاقات أو تعويضات عن سنوات الظلم مرفوض سلفا، وأي قوانين أو مشاريع قوانين يهدف منها إلى التغطية على سياسات الحكومة الظالمة من الثمانينات إلى اليوم أيضاً مرفوضة أيضا.

وأخيراً.. خطاب لكل شباب البدون ممن باتواً على غبن البارحة.. ارفعوا رؤوسكم فأنتم الرجال والنساء الشرفاء الكرام الصابرين.

يا اخوتي البدون جميعاً من حضر ومن لم يحضر الندوات أنتم جميعاً لم تقصروا ولم تهنوا فبارك الله سعيكم.. أقبل كل الرؤوس.

أهم ما لديكم اليوم يا إخوتي البدون هو وحدة كلمتكم في حقكم فلا يستفزنكم أصحاب المشاريع الضيقة. الله الله في وحدتكم وفي أمن وطنكم.

يا إخوتي وأخواتي البدون..أنتم الوطن المصغر..أنتم حلم الوحدة.. أنتم حلم الجيل القادم الذي أعلم أنه سيفخر بكل رجل وامرأة منكم ويخلد أسماءكم.

أشد على أيديكم جميعاً إخوتي الأبطال من الكويتيين البدون.. من كل الطيف الوطني.. يا عزوتنا وفخرنا.. وأي إنسان يحاول أن يهون جهدكم فهو ليس منكم.

الصبر الصبر.. والعقل العقل.. يا ملح الكويت وطيبها وبراءة منبتها.. يا شم الأنوف والرؤوس.. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله.

دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...