Friday, November 2, 2012

دهس الحقيقة



المصور الزميل أسعد عبدالله أثناء إسعافه بعد إصابته في حادث الشروع بالقتل بعد دهسه بسيارة دفع رباعي مسرعة (الصورة ملك جريدة الراي)
شاهدتم كما شاهد العالم الفعل الشنيع الذي قام به سائق سيارة دفع رباعي متهور بدهس عناصر من القوات الخاصة ومصور صحيفة الراي الزميل أسعد عبد الله في مسيرة الأربعاء التي انطلقت بسبب احتجاز النائب السابق مسلم البراك. هذا الفعل البشع والإجرامي غير مقبول بكل المقاييس ولا ينم إلا عن عقلية إجرامية غير مسؤولية وعنف مستهجن وغير مسبوق في مجتمع مسالم غالباً. كما أن هذا الفعل المستنسخ من تهور بعض عناصر الأمن في بعض الأنظمة البائدة وأمنها الفاسد قد يشعل الرأي العام ويهدد سلامة المجتمع إذا لم تتخذ تجاهه بالذات أفعال حاسمة وصارمة. ولا يقبل المجتمع في هذا الإطار استعمال (الحزم والشدة) مع المعتصمين والمتظاهرين ولا يتم تطبيق القانون بذات الحزم والشدة مع هذه الأفعال الإجرامية. كما أن استهداف عين الحقيقة المتمثلة بالصحافة والمصورين مستمرة منذ فترة طويلة إما بمنعهم من تغطية الأحداث أو عدم حمايتهم بالشكل الكافي يثير مزيداً من الأسئلة حول إيمان الأجهزة الأمنية بدور الصحافة الأساسي في نقل كامل الصورة وتغطية الأحداث وفق حماية حق الدستور لحق المعرفة وحرية الصحافة.


حوادث وضحايا الدهس في مظاهرة المطالبة بإطلاق سراح النائب السابق البراك (الدقيقة الأخيرة)


دهس المتظاهرين في ثورة يناير المصرية (فيديو مجمع)


نود في هذا السياق أن نذكر أن هذا الفعل لم يكن الأول الذي تلتقطه عدسات الكاميرا، فقد كانت له سابقة أثناء اعتصامات تيماء في مرات عدة، وبخاصة تلك التي ترافقت مع يوم اللاعنف العالمي. يومها مرت دورية شرطة بسرعة جنونية بين المتظاهرين، والغريب في الأمر كان لقاء الإعلام الأمني في قناة اليوم الذي برر هذا الحادث (الجريمة) بأن المركبة تعرضت للحجارة من قبل المتظاهرين متناسياً أن عنف الشرطة واستخدام الوسائل غير القانونية للاعتقال والاحتجار لا يتضمن (الدهس بالمركبات)!


محاولة دهس المتظاهرين في تيماء (الدقيقة ١:٤٤)


لذا تأكيداً على كشف كامل عناصر الحقيقة في (جريمة يوم الأربعاء) أحمل إليكم هذه الأسئلة وأطالب بتحديد الفاعلين وجلبهم إلى القضاء بالسرعة لإثبات جدية الأمن بضبط الجريمة وكشف فاعليها وإيقاع العقوبة بأسرع آلية ممكنة لضمان استقرار المجتمع وثقته بالأجهزة الأمنية وبياناتها.


باستمزاج أخبار الصحف اليوم يبدو أن هنالك جريمتي شروع بالقتل عبر الدهس في يوم الأربعاء:

الحادث الأول:

المتهم: يعمل في جهاز أمني (حساس)

العمر: ١٨ عاماً
السيارة: دفع رباعي ذهبية اللون
اللوحة: كويتية
الضحايا: عناصر من القوات الخاصة ومصور جريدة الراي
الأضرار: غير محددة
التوثيق: جرى تصوير الحادث من خلال فيديو صحيفة حياد الإلكترونية
الإجراء: التحويل للتحقيق لدى أمن الدولة

الحادث الثاني:

المتهم: مواطن كويتي (مجهول الهوية)

العمر: غير معروف
السيارة: أمريكية - وردت بعض الأنباء أنها سيارة نوع (فورد)
اللوحة: غير محددة
الضحايا: المقدم ناصر العدواني من مديرية أمن الفروانية
الأضرار: غير محددة
التوثيق: غير منشور (بعد)
الإجراء: التحويل للتحقيق عبر القنوات الاعتيادية


بما أن الصحف بادرتنا بالكشف عن طريق بعض (المصادر) ببعض المعلومات عن الحادثين فإني أطالب بكشف كامل المعلومات دفعة واحدة بعد انتهاء التحقيقات وعدم اللجوء إلى المماطلة والتدرج في نشرها.

كما أطالب بالكشف عن سبب التمايز في جهات التحقيق في الحالتين، إذ تم تحويل أحد المتهمين في جناية الشروع بالقتل إلى جهاز أمن الدولة! وبما أن المتهم يعمل في (جهاز حساس) فإن هذا التحويل قد يضر بسلامة الإجراءات المتبعة ويوفر له معاملة خاصة بينما يتشابه الحادثين.
وفي هذا الإطار نكرر الدعوة كما دعونا سابقاً إلى فصل إدارة التحقيقات والأدلة الجنائية عن وزارة الداخلية لضمان سلامة وحيادية الإجراءات.

بعض مقالات الصحف الخاصة بالموضوع:

من صحيفة القبس


للمصابين أماني الشفاء العاجل وللوطن الاستقرار والأمن تحت مظلة العدل.


دومينيك دوفيلبان ومابعد الكولونيالية

 سكرت أوروبا واسكرتنا في 70 عاماً الماضية بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعهود الدولية والتدريب والتشبيك مع جنيف ونيويورك ولاهاي. هذ...